responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 43
"هيركانوس" الذي فر من القدس إلى "بطرا" حينما ظهرت أمام العاصمة طلائع الفرثيين[1].
ولما استولى "أغسطس" على مصر، وجعلها تابعة لحكم قياصرة "رومة"، أمر بإصلاح ما كان قد فسد بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة التي حدثت في أيام البطالسة، فأصلحت الطرق، وطهرت القناة وعني بالتجارة البحرية وبمياه البحر الأحمر التي غصت بلصوص البحر. وأوعز إلى حاكم مصر "أوليوس غالوس" Aelius Gallus بغزو جزيرة العرب، للاستيلاء عليها وعلى ثروتها العظيمة التي اشتهرت بها من الاتجار بالمر واللبان والبخور والأفاويه، وللقضاء أيضًا على لصوص البحر الذين كانوا يحتمون بسواحل الحجاز واليمن، وللهيمة على البحر. وقد أمر بوضع حراس على ظهر السفن التي تجتاز البحر الأحمر، لحمايتها، من أولئك اللصوص[2].
لم تكن الأوضاع في القرن الأول حسنة في "مصر"، فقد كان حكم البطالمة حكمًا ضعيفًا هزيلًا، ألهاهم عن التجارة البحرية وعن الاهتمام بالبحار, فقل عدد السفن الذاهبة إلى المحيط الهندي، وتزايد عدد لصوص البحر، كما أن الصراع الذي كان في "رومة" على الحكم أثر في مستوى مشترياتها من مصر، وقد أثر ذلك بالطبع في الوضع الاقتصادي في مصر، وفي مستوى الأسعار ولا سيما في "الإسكندرية" "بورصة" العالم في ذلك العهد، لذلك أحدث فتح "يوليوس قيصر" لمصر تغييرًا في الأوضاع هناك نراه بارزًا في هذا "المشروع" الضخم الذي أراد "أوغسطس" "31 ق. م - 14 ب، م" القيام به، وهو الاستيلاء على جزيرة العرب وضمان مصالح "رومة" في ذلك الجزء من العالم، وجعل البحر الأحمر بحرًا رومانيًّا.
ولو تم ذلك "المشروع" على نحو ما حلم به "أغسطس" كان حكم "رومة" الفعلي قد بلغ العربية الجنوبية، وربما سواحل إفريقيا أيضًا إلا أن سوء تقدير الرومان له، واستهانتهم بطبيعة جزيرة العرب، وعدم إدخالهم في حسابهم قساوة الطبيعة هناك، وعدم تمكن الجيوش النظامية من المحاربة فيها وتحمل العطش والحرارة الشديدة، كل هذه الأمور أدت إلى خيبته منذ اللحظة

[1] Dubnow, 11, s. 250
[2] O'Leary, P. 74, Pliny, 11, p. 415, 6, 101
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست