responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 33
ويعود عهد النقود التي عثر عليها في هذه الجزيرة إلى هذا الزمن أيضًا فقد، وجد نقد ضرب في أيام "سلوقس الأول" باسم الإسكندر الأكبر حوالي "310- 300 ق. م" فهو لا يبعد كثيرًا عن أيام الإسكندر المتوفى سنة "323 ق. م" ووجد نقد ضرب في أيام "أنطيوخس الثالث" الذي حكم المملكة "السلوقية" ما بين "223" و "187 ق. م"[1].
ولاكتشاف هذه النقود شأن تاريخي كبير؛ لأنها تشير إلى تدخل اليونان في أمور الخليج في هذا العهد، وحكمهم لسواحله العربية من "جرها" إلى جنوب العراق، كما أنها ستعين في التوصل إلى تثبيت تواريخ حكم السلوقيين لهذه المنطقة وسيكون لما سيكتشف من نقود في الكويت، أو في مواضع أخرى من الخليج، فائدة كبيرة في توسيع معارفنا بالسلطان الاقتصادي والسياسي للسلوقيين في هذه الجهات وفي تعيين صلاتهم بالشعوب العربية الساكنة على بقية ساحل الخليج وفي الأرضين البعيدة عن منطقة سلطان السلوقيين.
وبعد اكتشاف آثار الـ "اكروبولس" Akropolis وكذلك المعبد في جزيرة "فيلكا" التي هي جزيرة "ايكاروس" lkaros عند اليونان ذا أهمية كبيرة من ناحية دراسة الأثر الذي تركه اليونان في الخليج[2].
أما في الساحل المقابل للجزيرة وفي الأماكن الأخرى من الخليج، فلم يعثر حتى الآن على مثل هذا المعبد اليوناني، أو البيوت اليونانية فيها، ولهذا لا نستطيع أن نتحدث عن أثر اليونان فيها، وقد يكون وجود المعبد والبيوت اليونانية في هذه الجزيرة بسبب إبقاء حامية الإسكندر فيها وسكناهم في الجزيرة وبقائهم بها بعد زوال حكم اليونان عن العراق، وقد اختار الإسكندر أو قواده هذه الجزيرة، لأهميتها من الوجهة العسكرية من حيث رسو سفن الجيش اليوناني بها وإمكان تأديب سكان السواحل منها وإخماد معارضتهم لليونان وتعقب "القراصنة" والهيمنة على مصب دجلة والفرات في الخليج والدفاع عن جنوب العراق. لم يتمكن السلوقيون من الهيمنة على الخليج والاتجار به؛ لأن حكومتهم في

[1] تقرير "ص 16، 17 "، نقود يونانية من جزيرة "فيلكا" مطبعة حكومة الكويت.
[2] Kuml 1959 236 238 Grohmann Arabien S 259.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست