responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 284
كانت عاصمة الملك، وأحرقت أيضًا أكثر قرى هذه المملكة ومدنها وجميع المدن بين "رجمت" "رجمة" "رجمات" و"نجران"[1].
وقد ذكر "الهمداني" موضعًا سماه "رجمه" في اليمن[2]. وهو اسم يذكرنا بمدينة "رجمت" "رجمة"، وقد يكون هو المكان المذكور.
وقد قام المكرب "يثع أمر بين" بأعمال عمرانية عديدة، منها بناؤه بابين لمدينة "مأرب"، وتحصينه للمدينة ببروج بناها من "البلق" نوع من الحجر. وقد بنى "مرشوم" ومعبد "نسور"، ومعبد "علم"، ومعبدًا في "ريدن" "ريدان"، ومعبدًا آخر لعبادة "ذات بعدن" "ذات بعدان" في "حنن" "حنان" وبنى "عدمن" "عدمان" وعدة أبنية بإزاء باب معبد "ذهبم" "ذهب"، وحفر مسيل "حببض" "حبابض"، ووسع مجرى "رحبم" "رحاب"، وعمقه حتى غذى مناطق واسعة جديدة من "يسرن" "يسران"، وبنى سد "مقرن" "مقران"، وأوصل مياه "مقران" إلى "أبين"، وكذلك سد "يثعن" "يثعان" حيث أوصل مياهها إلى "أبين"، وسد "منهيتم" "منهيت" و "كهلم" "كهل" الواقع مقابل "طرقل"[3].
هذه الأعمال الهندسية التي قام بها هذا المكرب وأسلافه من قبله، للاستفادة من مياه الأمطار، هي من المشروعات الخطيرة التي ترينا تقدم أهل العربية الجنوبية في فن الري والاستفادة من الأمطار في تحويل الأرض اليابسة إلى جنان. ولسنا نجد في التأريخ القديم إلا ممالك قليلة فكرت في مثل هذه المشروعات وفي التحكم في الطبيعة للاستفادة منها في خدمة الإنسان[4]. لقد حول هذه السد أرض "أذنة" أو "ذنة" إلى جنان ترى آثارها حتى الآن، إنها مثل حي يرينا قدرة الإنسان على الإبداع متى شاء واستعمل عقله وسخر يده. وليست هذه القصص والحكايات التي رواها الأخباريون عن سد "مأرب" وعن جنان سبأ باطلًا، إنها صدى ذلك العمل العربي الكبير[5].

[1] REP. EPIG. 394, Beltrage, S., 9
[2] الصفحة "80، 104، 164".
[3] REP. EPIG. 3943, VI, II, P. 394, Rhodokanakls, Altsab. Texte, I.S., 3, Glaser 418 + 419.
[4] Background, P. 39
[5] Handbuch, I, S., 80
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست