responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 27
إلا أنها كانت تخضع لنفوذ البطالمة، وقد تأثرت مصالحهم كثيرًا، ولا شك بتدخل البطالمة في أمور البحر وبوضعهم اليونان في أماكن متعددة من الساحل لحماية سفنهم، ولاتجارهم مباشرة مع موانئ جزيرة العرب، حيث أثر ذلك على القوافل التجارية البرية التي كانت تحمل تجارات إفريقيا والهند، والعربية الجنوبية فتأتي بها على ظهور الجمال إلى بلاد الشأم مخترقة أرض النبط وبذلك تدفع لهم حق المرور.
ولم يتأثر النبط وحدهم بسيطرة البطالمة على البحر الأحمر، بل تأثر بهذه السيطرة عرب الحجاز والعربية الجنوبية كذلك، إذ أخذت سفن البطالمة تصل بنفسها وبحراسة السفن الحربية إلى الموانئ المشهورة، فتشتري ما تحتاج إليه وتبيع ما تحمله من سلع، وحرمت بذلك التجار العرب من موارد رزقهم التي كانوا يحصلون عليها من الاتجار بالبحر، وقد اضطر التجار العرب على ترك البحر للمنافسين الأقوياء وعلى الاقتصار على إرسال تجارتهم بطرق البر نحو بلاد الشأم.
ويظهر أن عرب البحر الأحمر، لم يكونوا يميلون إلى ركوب البحار وبناء السفن قبل أيام البطالمة وبعد، أيامهم كذلك، ولهذا فلم تكن لديهم سفن مهمة مذكورة في هذا البحر، ولم تكن لهم سيطرة عليه، بل يظهر أنهم كانوا يتخوفون من ركوب البحر، وفي المثل المنسوب إلى "أحيقار": "لا تر العربي البحر، ولا ساكن صيدا البادية"[1]، تعبير عن وجهة نظر عرب العربية الغربية وأعراب البادية بالنسبة إلى البحر، والتجارة البحرية.
وقد كان ميناء "أيلة" Ailana / Eloth في أيدي البطالمة في هذا العهد[2].
وهو ميناء مهم ترسل منه تجارة فلسطين إلى موانئ البحر الأحمر وإفريقيا، كما كان يستقبل السفن القادمة من إفريقيا ومن المحيط الهندي، فهو إذن من الأسواق التجارية المعروفة في ذلك العهد.
لقد كان ميناء "لويكة كومة"[3] Lueke Kome أي "المدينة البيضاء" من أهم الموانئ التجارية على سواحل الحجاز على عهد البطالسة، منه تتجه

[1] Araber, 1, 70.
[2] Araber, 1, s. 69.
[3] Leuce Kome, Forster, 1, P. 220.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست