responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 229
عمر الطبقات والاستدلال بواسطته على العهود التأريخية التي مرت على المدينة.
وقد تبين من فحص المقبرة: مقبرة أهل "تمنع" أن حرمتها كانت قد انتهكت في الماضي وفي الحاضر. وأن سراق القبور الطامعين في الذهب وفي الأحجار الكريمة وفي الكنوز كانوا قد نبشوا القبور وهتكوا أسرارها لاستخراج ما فيها، وقد تعرضت بذلك للتلف وتعرض ما فيها مما لم يؤخذ لعدم وجود فائدة مادية فيه بالقياس إليهم للكسر والتلف والأذى، كما تبين أن سراق القبور المعاصرين ما زالوا على سنة أسلافهم يراجعون هذه القبور وغيرها غير عابئين بحرمتها؛ لأنهم يطمعون في كنوز، سمعوا عنها أنها تغني، وأنها تجعل من المعدم ثريًّا، وقد زاد في جشعهم إقبال الغربيين على شراء ما يسرقونه، وإن كان حجرًا، بثمن مهما كان زهيدًا تافهًا في نظري ونظرك إلا أنه شيء كثير في نظر الأعراب الذين لا يملكون شيئًا، فالفلس على تفاهته ذو قيمة وأهيمة عند من لا يملكه.
وقبور هذه المقبرة مع تعرضها للنبش والاعتداء لا يزال كثير منها محتفظًا بكنوز ثمينة ذات أهمية كبيرة عند رجال الآثار وعشاق البحث، عن الماضي، ونتيجة لبحث فريق من البعثة الأمريكية في بعض القبور على التل وفي سفوحه وفي الأرض المحيطة به، وجدت أشياء ذات قيمة، وتمكنت من تكوين رأي عن هيئة القبور وهندستها عند القتبانيين، لقد تبين لهم أن قبورهم كانت مزخرفة متينة البناء، وأن المقبرة عندهم كناية عن دهليز طويل صفت على جانبيه القبور. والقبور عبارة عن غرفتين إلى أربع غرف لها أبواب تؤدي إلى الدهاليز[1] أرى أنها بهذا الوصف قبور أسر، فمتى مات شخص من الأسرة فتح باب المقبرة وأدخل الميت إلى الدهليز الذي هو الممر، ليوضع في الغرفة التي تختار له ليثوي فيها.
وقد وجدت في غرف الأموات عظام بشرية مهشمة، ووجدت في الممرات جرار وخزف وأشياء أخرى، ولكنها وجدت مكسورة ومحطمة في الغالب، ولم يعثر على هيكل بشري واحد موضوع بصورة تشعر أن عظامه كانت كلها سليمة وهذا مما يجعل البعثة ترى أن للقتبانيين عادات دينية في دفن موتاهم،

[1] كنوز "ص 127 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست