responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 227
بحجارة غير مشذبة، حجم بعضها ثماني أقدام في قدمين، وقد كانا ملجأين للمحاربين، يلجئون إليهما والى الأبراج الأخرى للدفاع عن المدينة عند مهاجمة العدو. وقد وجدت نقوش كثيرة على الحجارة الكبيرة التي شيد منها البرجان، ويظهر أن زخارف من الخشب كانت تبرز فوق الباب لإعطائه جمالًا ورونقًا وبهاًء، كما يتبين ذلك من آثار الخشب التي ظهرت للعيان بعد رفع التراب والرمال عن الباب.
وقد تبين أن مدخل الباب الجنوبي يؤدي إلى ساحة واسعة مبلطة ببلاط ناعم وضعت على أطرافها مقاعد مبنية من الحجر، لجلوس الناس عليها، ومثل هذه الساحات هي محال تلاقي الناس ومواضع اجتماعهم وتعاملهم، كما هو الحال في أكثر مدن ذلك اليوم.
وفي جملة الأشياء الثمينة التي عثر عليها في "تمنع" تمثالًا أسدين صنعا من البرنز، أثرت فيهما طبيعة الأرض فحولت لونهما إلى لون أخضر داكن، وقد ركب أحدهما راكب يظهر وكأنه طفل سمين على هيأة "كيوبيد"[1] ابن "فينوس" إله الحب، يحمل بإحدى يديه سهمًا وباليد الأخرى سلسلة قد انفصمت، تنتهي بطوق يطوق عنق الأسد، يشعر أنه كان متصلًا بالسلسلة التي قطعها الزمان باعتدائه عليها، وأما الأسد الآخر فقد فقد راكبه وبقي من غير فارس، إلا أن موضع ركوبه بقي على ما كان عليه ليقدم دليلًا على أن شخصًا كان فوق ذلك الأسد، وقد وجد أن التمثالين كانا على قاعدتين، مكتوبتين، ورد فيها اسم "ثوبم"، "ثوبيم"[2] وقد ورد هذا الاسم نفسه في كتابة وجدت على جدار بيت "يفش" كتبت في أيام الملك "شهر يجل يهرجب" وقد استدل "ألبرايت" من طريقة صنع التمثالين ومن طرازهما أنهما تقليد ومحاكاة لتماثيل "هيلينية" ولا يمكن لذلك أن يرتقي تأريخ صنعهما إلى أكثر من "150" سنة قبل الميلاد، وذلك؛ لأن اليونان لم يكونوا قد صنعوا

1 "كيوبيدو" "كيوبيد"، وهو ابن "فينوس" في الأساطير اليونانية الرومانية، ويرمز إلى الحب.
[2] لقد صير المعمار "ثوبم" على هذه الصورة: "فاوايابام" في كنوز مدينة "بلقيس" "ص 117" فسبحان المغير.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست