نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 3 صفحه : 224
وأيدته الحفريات التي قامت بها البعثة الأمريكية التي كونها "ويندل فيلبس"، إذ عثرت على كتابات عديدة وعلى آثار أثبتت أن "كحلان" اليوم، هي "تمنع" أمس، سوى أن "تمنع" اليوم هي خراب وأتربة تؤلف حجابًا كثيفًا يغطي الماضي الجميل البعيد، أما "تمنع" أمس، فكانت مدينة عامرة ذات ذهب وتراث ومعابد عديدة، ووجوه ضاحكة مستبشرة. هذا هو وجه "تمنع" في هذا اليوم ووجهها في الماضي وفرق كبير بين هذين الوجهين.
ويرى "أوليري" أن مدينة "ثومة" "Thouma" المذكورة في جغرافية "بطلميوس" هي مدينة "تمنع"[1] وقد ذكر "بلينيوس" أن "Thomna" تبعد "4.436" ميلًا من "غزة"، وتقطع هذه المسافة بخمس وستين يومًا تقريبًا على الإبل، وأنها هي ومدينة "Nagia" هما من أكبر المدن في العربية الجنوبية، وبها خمسة وستون معبدًا[2].
وقد اختارت البعثة الأمريكية البقعة الجنوبية من مدينة "تمنع" الكائنة على مقربة من بابها الجنوبي لتكون الموضع الذي تسرق منه أخبار الماضين، وتنبش فيه الأرض لتسألها عن أخبار الملوك ومن كان يسكن هذه المدينة من أناس.
وسبب اختيارها هذه البقعة وتفضيلها على غيرها من خربة هذه المدينة التي تقدر مساحتها بستين فدانًا، أنها تكشف عن نفسها بين الحين والحين بتقديم إشارات تظهرها من خلال الرمار المتراكمة عليها، لتنبئ أن في بطون تلال الرمال كنوزًا تبحث عن عشاق لتقدم نفسها إليهم، وعن هواة البحث عن الماضي لثبت لهم هوى أهل "قتبان"، وأخبار عاصمتهم الحبيبة ذات المعابد الجميلة العديدة التي ذهبت مع أهلها الذاهبين، كما اختارات بقعة أخرى لا تبعد عن ركام "تمنع" غير ميل ونصف ميل لتكون مكانًا آخر تحفر فيه لتستخرج منه حديثًا عن الماضي البعيد، وسبب اختيارها لهذا المكان أنه كان مقبرة أهل "تمنع" والمقابر من المحجات التي يركض خلفها المنقبون؛ لأنهم يجدون فيها أشياء [1] O'leary, p. 97, Ptolemy 6. 7, 37 [2] O'leary p. 97 2.pilny 6. 32
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 3 صفحه : 224