نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 3 صفحه : 123
إنما قصد به هذه المقاطعة العربية[1].
ويشير هذا الرأي مشكلات خطيرة لقائليه ولعلماء التوراة، فرأي "شرادر" و"ينكلر" وأضرابهما المذكور يتعارض صراحة مع الرأي الشائع عند اليهود وعند التوراة والتلمود والمنشا والكتب اليهودية الأخرى في هذا الموضوع، ويتعارض كذلك مع رأي أهل الأديان الأخرى في الموضع نفسه، ولم يلق هذا الرأي رواجًا بين الباحثين، وهم يرون أن وجود أرض عربية عند "معان" في الزمن الحاضر، تسمى "مصري" وهي تسمية "مصر" في اللغات السامية[2]، ووجود حاكم عليها اسمه "برعو"، و"برعو" لقب ملوك مصر"، ويقابل "فرعون" في لغتنا[3]، لا يحتم علينا التفكير في هذه الأرض العربية، ومن الجائز على رأيهم أن يكون الآشوريون قد استولوا على هذه المقاطعة وحكموها ونصبوا حكامًا عليها على حين كانت الحوادث الأخرى قد وقعت في مصر الإفريقية، وبناء على ذلك فليس هناك أي داع للإدعاء أن الإسرائيليين لم يكونوا في مصر، وأن فرعون لم يكن فرعون مصر، بل فرعون مصري، التي هي "معين المصرية"، وليستبعد أيضًا أن تكون تسمية "مصري" العربية قد أخذت من مصر، فقيل "معين مصرن" لقربها من مصر، ولتمييزها عن "معن" أي "معين" اليمن.
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن "معين مصران" "معين المصرية"، لم تكن جزءًا من حكومة معين، بل كانت مستوطنة مستقلة من مستوطنات المعينيين، وذلك منذ القرن الخامس حتى القرن الأول قبل الميلاد. وأن لقب "كبر" الوارد في نصوص هذه المستوطنة لا يعني أن حامله كان موظفًا في حكومة معين بل هو مجرد لقب حمله صاحب هذه المقاطعة باعتبار أنه كبير قومه وسيدهم والحاكم عليهم، وقد بقيت هذه المستوطنة مستقلة إلى القرن الأول قبل الميلاد، وحينئذ زال استقلالها بزوال حكومة المعينيين الجنوبيين[4].
وتعد الكتابات المعنية التي عثر عليها في جزيرة "ديلوس" Delos =Delus [1] Winckler, Musri, Meluffa, Main [2] Reallexikon, I, I, S., 45 [3] Hastings, P- 719 [4] Arabien, S. 27Y
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 3 صفحه : 123