نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 3 صفحه : 115
وأما "ود"، فقد ظلت عبادته معروفة في الجاهلية إلى وقت ظهور الإسلام، وقد ورد اسمه في القرآن الكريم[1]. وقد تحدث عنه ابن الكلبي في كتابه "الأصنام"[2]، وذكر أن قبيلة "كلب" كانت تتعبد له بدومة الجندل[3]. ووصفه فقال: "كان تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد ذبر عليه حلتان، متزر بحلة، مرتد بأخرى، على سيف قد تقلده، وقد تنكب قوسًا، وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة فيها نبل.."[4]. وقد نعت "ود" في بعض الكتابات بنعوت، مثل: "الاهن" "الهن" أي "الإله"، و"كهلن" "كاهلن" "كهلان"، أي "القدير" "المقتدر"[5]. وكتب اسم "ود" بحرف بارزة على جدار في "القرية" "قرية الفأو"[6]، وذلك يدل على عبادته في هذه البقعة.
ويرمز "ود" إلى القمر، بدليل ورود جملة: "ودم شهرن"، "ودم شهران"، أي "ود الشهر" في بعض الكتابات. ومعنى كلمة "شهرم" "شهر" "الشهر"، القمر[7]. وتمثل هذه الآلهة المعينية ثالوثًا يرمز إلى الكواكب الثلاثة: الزهرة، والشمس، والقمر.
ويلاحظ أن الكتابات المعينية الشمالية، أي الكتابات المدونة بلهجة أهل معين التي عثر عليها في أعالي الحجاز، لا تتبع الترتيب الذي تتبعه الكتابات المعينية الجنوبية نفسه في إيراد أسماء الآلهة، كما يلاحظ أيضًا أن للمعينيين الشماليين آلهة محلية لا نجد لها ذكرًا عند المعينيين الجنوبيين، ولعل ذلك بتأثير الاختلاط بالشعوب الأخرى[8]. [1] سورة نوح 17، الآية 23. [2] الأصنام ص 10، 55، 56. [3] الأصنام ص 5. [4] الأصنام ص 56. Wellhausen, Reste Arabische Heidentums, S., 14 [5] Hommel, Grundriss, I, S., 136, Glaser 284, Halevy 237,
Chresto., S., 91, 97 [6] Philby-Qariya 23c, Le Museon, LXII, "1949", 1-2, P. 97, and PI [7] lIlmukah, S.? 64, Nielsen , Aitarabische Mondreligion, S., 51 [8] Ilmukah, S., 59
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 3 صفحه : 115