responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 11
على الجزيرة من البر، وأغلب الجزيرة بحار من رمال. وبذلك وضع خطة سار عليها من جاء بعده من الغربيين حتى العصر الحديث باستثناء "أغسطس قيصر" الذي لاقت حملته البرية الفشل والهزيمة؛ لأنها بنيت على جهل فاضح بحال جزيرة العرب، وبحقيقة صعوبة السيطرة عليها من البر.
وقد ورد في بعض الموارد أن العرب قدموا الأسلحة والملابس إلى الجيش المقدوني[1]، وأن الإسكندر تمكن من قهر العرب[2]. كما ذكر أن عربيًّا انقض على الإسكندر وفي يده اليمنى سيف مسدد نحو رقبته، قاصدًا قتله في أثناء معركة حامية، غير أن الإسكندر تجنب الضربة بسرعة فائقة فنجا. وكان هذا العربي في جيش "دارا" "داريوس"[3] Darius.
وذكر "كونيتوس كورتيوس"" أن "الإسكندر" بعد أن سار مع مجرى نهر Pallacopas وصل إلى مكان أعجبه، فأمر بإنشاء مدينة فيه، أسكنها العجزة والمسنين من رجاله، وذلك في أرض العرب[4]، وسوف يأتي الكلام على ذلك في أثناء الحديث عن "بلينيوس" وما عرفه من بلاد العرب.
وكان مما تحدث به المورخ المذكور عن حملة الإسكندر أن أحد قواده كان قد تنكر في زي الأعراب، وأخذ معه اثنين من العرب ليكونا دليلين في سيره، ووضعا زوجيهما وأطفالهما لدى الملك الإسكندر ليكونوا رهائن عنده، لئلا يصيب القائد أي سوء ومكروه. فلما وصل إلى الموضع الذي قصده، وأبلغ رسالة الملك من أرسله إليه عاد ومعه الأعرابيان، فأثابهما[5].
ليست فتوحات الإسكندر التي قذفت بالإغريق والرومان إلى مساحات واسعة من آسيا، حدثًا سياسيًّا حسب، إنما هي فصل من فصول كتاب التاريخ البشري، نقرأ فيه أخبار التقاء العالمين الشرقي والغربي وجهًا لوجه على مساحات واسعة من وجه هذه المسكونة، ونزعة الغرب في السيطرة على الشرق وتأثر الحضارات والثقافات بعضها ببعض، وحصول علماء اليونان والرومان على معارف مباشرة عن

[1] Julius Valerius, II, 25, Arabien, S. 23.
[2] LIvius, XLV, 9, Plinius, XII, 62, Arabien; S.; 23.
[3] Quintus Curtius, It P., 219.
[4] Quintus Curtiu?, II, P., 513.
[5] Quintus Curtis, II, P. 137.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست