responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 31
جدًّا كبيرًا في الجاهلية، كما صوره أهل الأخبار والأنساب، فلو كان جدا كبيرا، لوجب عقلًا تردد اسمه، وورود شيء عنه. والغريب أننا نجد اسم "معد" مذكورًا عند "بروكوبيوس" وفي القديم من الشعر الجاهلي، مع أنه ابن "عدنان".
وقد وردت في الكتابات النبطية والثمودية أسماء قريبة من اسم "عدنان"، مثل "عبد عدنون" و"عدنون"[1]. أما الكتابات الجاهلية التي عثر عليها في اليمن، فلم يرد فيها هذا الاسم، أو اسم آخر قريب منه.
لقد كان من السهل علينا الوقوف على المنبع الذي أمدَّ أهل الأخبار بأصل كلمة "قحطان". أما بالنسبة إلى "عدنان"، فإن من العسير علينا أن نتحدث عن المنبع الذي أمد أهل الأخبار باسمه. فليس في التوراة اسم يشابهه بين أسماء أبناء إسماعيل، أو غير أبناء إسماعيل، وليس فيها اسم ملك عربي أو سيد قبيلة عربية اسمه يشابه اسم "عدنان". ثم إننا لا ندري كيف عثر عليه أهل الأخبار, وكيف صيروه على الوزن الذي صِيغَ به اسم "قحطان"؟ , هل ابتدعوه ابتداعًا، أم أخذوه من أفواه أناس أدركوا الجاهلية وكانوا قد وقفوا على اسمه بين أهل مكة أو بين القبائل التي تنسب إلى إسماعيل؟ وهل كان اسم قبيلة أو اسم حلف من الأحلاف، ثم صير اسم رجل فيما بعد؟. هذه أسئلة يجب أن نعترف بأن من غير الممكن الإجابة عنها في الزمن الحاضر؛ لعدم وجود مادة لدينا تساعدنا في استنباط أجوبة منها، لذلك نترك أمرها إلى المستقبل، فلعل الأيام المقبلة تأتي بمادة جديدة، تزيح النقاب عن هذا الجهل المطبق باسم عدنان، وبفكرة عدنان.
ويظهر من روايات أهل الأخبار أن "تهامة" هي موطن العدنانيين، ومكة من تهامة, ولكن أحوالًا قاهرة أحاطت بالقبائل العدنانية فاضطرتها إلى التفرق والهجرة, وكانت "قضاعة" أول من تشتت وتفرق بسبب قتال وقع بينها وبين نزار[2]. ثم أعقب هجرة قضاعة هجرات أخرى من العدنانيين، فانتشروا في

[1] savignac, mission, nos, 38, 328, hardings, some thamudie inscriotion, leiden, 1952, g. strenzisk, die genealogle der nordaraber nach ibn al-kalbi, koln, 1953, enc, vol., I, p., 210
[2] الأغاني "11/ 154 فما بعدها"، ابن خلدون "2/ 240".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست