responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 266
كان في هذا المكان من الحجاز.
ولما كان استيلاء "بنونيد" على "تيماء" في حدود سنة "551-552 ق. م." وجب أن يكون زحفه على الأماكن المذكورة بعد ذلك. والظاهر أن الذي حمله على التوغل في الجنوب, رغبته في السيطرة على أخطر طريق برية للتجارة، تربط بلاد الشام بالعربية الجنوبية، وهي طريق قديمة مسلوكة، تسلكها القوافل التجارية المحملة بأنفس التجارات المطلوبة في ذلك العهد، ثم السيطرة على البحر الأحمر, وذلك بالاستيلاء على الحجاز وعسير واليمن وربما على العربية الجنوبية كلها؛ ولو تم له ذلك، لكان ملكه قد بلغ المحيط الهندي. ومن يدري, فلعل اختياره "تيماء" مقرا له، وتجوله في الأرضين الواقعة بينها وبين "يثرب" كان لهذا السبب، أي: لتنفيذ تلك الفكرة الخطيرة، فكرة السيطرة على جزيرة العرب وبلوغ المياه الدافئة للوصول إلى إفريقية والهند والعربية الجنوبية, إلا أن فكرته هذه لم تتحقق كما يتبين من النص، فكان أقصى ما وصل إليه "يثرب"، ثم توقف عند ذلك المكان.
ويرى بعض الباحثين الذين درسوا كتابة "حران" هذه أن الصلح الذي أشار إليه الملك يجب أن يكون قد عقد في حوالي سنة "548 ق. م." في مدينة "تيماء" عاصمة الملك الجديدة، وأن الصلح الذي عقد مع الأعراب قد وقع في "تيماء" أيضا, وأن الهجمات التي هاجم بها بعض الأعراب البابليين وقعت إبان وجوده في هذه العاصمة وقبل رحيله عنها إلى "بابل"، ولكن من هم العرب الذين عقدوا الصلح مع "نبونيد"؟ ومن هم العرب الذين هاجموا جيشه والأرضون التي خضعت له؟ إن النص لم يشر إليهم، ولم يتحدث عنهم، وهم بالطبع قبائل عديدة, قد يكون منها قبائل سالمت البابليين وحالفتهم، ومنها قبائل عارضتهم وكرهتهم. ثم إن بين القبائل منافسةً وأحقادًا وحسدًا، فإذا حالفت قبائل حكومة ما، حسدتها القبائل المنافسة، فهاجمتها وهاجمت الحكومة التي عقدت معها الحلف؛ لإثبات نفسها، ولإظهار وجودها, ولأخذ الزعامة منها، وهذا داء القبائل منذ كان النظام القبلي.
والذي أراه أن الحجاز لم يكن آنذاك تحت حكومة واحدة يرأسها ملك واحد، وإنما كان على نحو ما كان عليه عند ظهور الإسلام، حكومات قرى ومدن وقبائل. ويؤيد ذلك ما جاء في النص البابلي عن "تيماء" أن "نبونيد"، "قتل

نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست