responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 265
"نبونيد" هي "تيماء" الحجاز، في المملكة العربية السعودية.
فقد عثر في "حرَّان" على كتابة مهمة جدًّا في بحثنا هذا، دَوَّنها الملك "نبونيد"، عثر عليها في سنة "1956م"، وكانت مدفونة في خرائب جامع حران الكبير، وترجمت إلى الإنجليزية، وإذا بها تتحدث عن تأريخ أعمال ذلك الملك. ومما جاء فيها: أنه لما ترك "بابل" وجاء إلى "تيماء"، أخضع أهلها، ثم ذهب إلى "ددانو" "ديدان" و"بداكو" و"خبرا" و"إيديخو" حتى بلغ "أتريبو"[1]. ثم تحدث بعد ذلك عن عقده صلحًا مع "مصر" و"ميديا" "ما، دا، ا، ا" "مادا ا" "Ma-da-a-a" "Medes" ومع "العرب" "مات ا، را، بي، أو"2 "Mat A-ra-bi-u". وقد ختم العمود الذي جاء فيه هذا الخبر بأسطر تهشمت جمل منها؛ يفهم من مآلها أن العرب المذكورين أرسلوا إليه رسلا، عرضوا عليه عقد صلح معه، واستسلامهم له، فوافق على ذلك بعد أن كبَّدهم جيشه خسائر فادحة، وأسر منهم ونهب, ولم تذكر تلك الأسطر المواضع التي حارب فيها جيش "نبونيد" أولئك الأعراب[3]. وقد يفهم من هذه السطور الأخيرة أيضا أن بعض هؤلاء العرب هاجموا البابليين، ونهبوا المناطق الخاضعة لهم بالرغم من عقدهم الصلح معه، وموافقتهم على أن يسالموه، وهذا ما دعاه إلى إرسال حملات تأديبية عليهم، أنزلت بهم خسائر فادحة[4].
ولم يكن نص "نبونيد" معروفًا بين العلماء يوم اختلفوا في تعيين موضع "تيماء", أما اليوم وقد نشر النص وترجم ترجمة دقيقة صحيحة، وعرفنا منه "فدك" و"خيبر" "ويثرب"، وهي مواضع معروفة مشهورة حتى اليوم وتذكر مع "خيبر"، فقد أجمع العلماء على أن "تيماء "نبونيد" هي "تيماء" الحجاز من دون أي شك، وأن موضع إقامة ملك بابل وقصره

[1] راجع السطرين 24، 25 من النص الموسوم:
Nabonidus H2, A and B, In Anatolian Studies, By C. J. add, The Harran Inscriptions of Nabonidus, VIII, 1958, PP. 35
2 السطر 42 وما بعده من النص المذكور.
[3] راجع الأسطر من 43 حتى 48 من النص.
[4] Anatolian Studies, VIII, 1958, P. 76, A. R. Burn, Persia and The Greeks, P. 38
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست