responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 229
وكفرت بالعهد الذي قطعته للإله العظيم "شماش" "Schamash" بألا تتعرض للآشوريين بسوء، وبأن تخلص لهم، فانتصر عليها، واستولى على مدينتين من مدنها، وتغلب على معسكرها، فلم يبقَ أمامها غير الخضوع والاستسلام وتأدية الجزية إبلًا: جمالًا ونوقًا[1].
والظاهر أنها انضمت إلى ملك دمشق في معارضته للآشوريين، وتعرضت لقوافل آشور، فجهز الملك عليها حملة عسكرية تغلبت عليها. ولضمان تنفيذ مصالح الآشوريين، قرر الملك تعيين "قيبو" أي: مقيم أو مندوب ساميّ آشوري لدى بلاطها؛ لإرسال تقاريره إلى الحاكم الآشوري العام في سورية عن نيات الملكة واتجاهات الأعراب، وميول قبيلتها، ولتوجيه سياسة الملكة على النحو الذي تريده "آشور"[2].
وقد ذكر النص الآشوري أن الملكة أصيبت بخسائر فادحة جدًّا، وهي ألف ومائة رجل، وثلاثون ألف جمل، وعشرون ألف من الماشية، وهي أرقام بُولغ فيها جدا، ولا شك[3].
ويذكرنا اسم الملكة "شمسي" "سمسي" باسم عربي هو "شمس" أو "شمسة", و"شمسة" من الأسماء العربية القديمة التي ما تزال حية. وقد كان في المدينة امرأة نصرانية اسمها "شمسة"، أسلمت على يدي الحسن بن علي بن أبي طالب[4], فحرف الآشوريون الاسم وفق نطقهم وكتبوه على هذا الشكل.
وقد صور على اللوح الذي ورد فيه خبر الانتصار المذكور، منظر فارسين آشوريين يحملان رمحين، يتعقبان أعرابيًّا راكبًا جملًا، وتحت أعقاب الفرسين وأمامهما جثث الأعراب الذين خروا صرعى على الأرض, وصور شعرهم طويلًا وقد قعد إلى الوراء، وأما اللحى فكثَّة، وأما أجسامهم فعارية إلا من مئزر شد بحزام. وقد حرص الفنان على تصويره الأعرابي الراكب قريبا جدا من الفارسين، مادًّا يده اليمنى إليهما متوسلا ومسترحما ومستسلما، وصورت الملكة

[1] أدي شير "ص85"،
Musll, Deserta, P. 477, Olmstead, History of Assyria, P. 199, J. B. Pritchard, Ancient Near Easterenn Texts, Princeton, 1950. P. 283
[2] Musil, Deserta, P. 477
[3] Meisner, Konige, S. 140
[4] ابن سعد، الطبقات "5/ 284" "طبعة بيروت 1957".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست