responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 220
وإن لم تتحدث عن أصل أصحابها، إلا أن خطها المذكور يشير إلى أنه من العربية الشرقية[1].
وقد ذهب "سترابو" إلى أن "Gerrha" التي تقع عند "العقير" كانت في الأصل موضعًا للكلدانيين "Chaldaer"، وكانت ذات تجارة مع أهل بابل مزدهرة[2].
على كلٍّ, فالذي يتبين لنا من الأخبار السومرية والأكدية والآشورية وغيرها أن أهل العربية الشرقية كانوا قد كونوا لهم حكومات مدن وذلك قبل الألف الثالثة قبل الميلاد، صرفت جل عنايتها نحو التجارة وركوب البحار للاتجار، والاستفادة من البحر لاستخراج ما فيه من سمك و"لؤلؤ"، واستغلال ما في أرضها من ماء للزراعة عليه. والطبيعة هي التي فرضت على أهل هذا الساحل هذا الشكل من الحكم؛ لأنها لم تمنحهم أمطارًا وافرة تمكنهم من استغلال أرضهم، ولم تعطهم أنهارًا كبيرة طويلة تساعد في نشوء العمران عليها وتكوين حكومات مطلقة، كما في العراق أو في وادي النيل؛ لذلك انحصرت السكنى في مواضع متناثرة من الساحل، فصعب على السكان تكوين حكومة مطلقة واحدة يكون الحكم فيها حكما مركزيا في أيدي الملوك, لتباعد المدن بعضها عن بعض؛ لذلك صار الحكم فيها حكم مدن, على المدينة "ملك" أو رئيس يدير شئون الجماعة، إلا أن هذا الوضع جعلهم عرضة للغزو, إذ طمعت فيهم الحكومات الكبيرة، كالذي رأيناه من غزو السومريين والأكديين لهم، وكالذي سنراه فيما بعد من غزو الآشوريين واليونانيين وغيرهم لهذه الأرضين.
لقد استورد السومريون والأكديون الذهب والحجارة الصالحة لصنع التماثيل، والأخشاب لبناء المعابد، والأشياء النفيسة الأخرى من "دلمون" ومن "ملوخا" ومن "مكان" "مجان"، وهي أماكن يرى كثير من العلماء أنها في العربية الشرقية، وقد تكون تلك المواد من الأموال المستوردة من الهند. على كل حال، فقد توسطت تلك الأماكن في استيرادها وإيصالها إلى العراق، بفضل مهارة سكانها في تسخير البحر وتيسيره، وقد ترك الفتح العراقي فيها أثرًا كبيرًا

[1] W. F. Albright, in BASOOR, Num. 128, 1952, P. 39, "the Chaldaean Inscriptions in Proto-Arabic Script"
[2] Strabo, XVI, 7, 66, Grohmann, Arabien, S. 257
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست