responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 187
ولم يوفق الباحثون للعثور على هياكل كاملة لإنسان ما قبل التاريخ، لا في جزيرة العرب ولا في "سيناء"[1]. وللعثور عليها أهمية كبيرة بالنسبة إلى البحث في تأريخ ظهور الإنسان وتطوره؛ للوقوف على الزمن الذي عاش فيه في بلاد العرب.
والجماجم والعظام مادة مفيدة جدًّا في دراسة التأريخ، ولكن الباحثين لمَّا يتمكنوا من الحصول على مقدار كافٍ منها يكوِّن عندهم فكرة علمية عن العصور التي ترجع إليها وعن أشكال أصحابها. وقد عثر رجال شركة "أرمكو" للبحث عن البترول في العربية السعودية على بقايا عظام وأسنان لبعض الحيوانات "الحلمية" "Mastodon" وعلى قسم من جمجمة حيوان قديم في موضع يبعد تسعين ميلًا إلى الغرب من "الدمام" ووجد مثل هذه البقايا الحيوانية في أنحاء أخرى من جزيرة العرب، ولكن ما عثر عليه لا يزال قليلًا, لا يكفي لإعطاء آراء علمية عن الحياة في جزيرة العرب في التأريخ القديم[2].
وقد تعرضت تلك المقابر لعبث الطبيعة ولعبث الطامعين بما فيها من أشياء ثمينة؛ لذلك أصاب أجسام الموتى التلف، ولم يبقَ منها غير بقايا من جسم، إلا ما كان من مقابر البحرين، فقد أعطت الباحثين هيكلين كاملين لم يصبهما أي سوء أو تلف. فقد تبين من فحصهما أن أهل الميت وضعوا جسمي الميتين على الجانب الأيمن ووجهوا الوجهين نحو المشرق، وأمدوا رجلي الميتين. ويبعث وضع الميتين على هذه الصورة الاحتمال بأن أهل البحرين كانوا يتبعون هذه العادة في دفن موتاهم، وهي عادة كانت عند أهل العراق أيضا, في الألف الثالثة قبل الميلاد[3].
وقد عثر في مواضع من جزيرة العرب على مقابر, تبين أنها من نوع المقابر التي يقال لها "تمولي" "Tumuli" التي عثر عليها في البحرين, في نهاية القرن التاسع عشر. أما مقابر البحرين، فهي تلال تكونت من قطع من الصخور، وضع بعضها فوق بعض، لتكون غرقة أو غرفتين، تكون إحداهما فوق الأخرى في الغالب؛ لتتخذ قبرًا يوضع فيه الموتى، وتكون سقوف الغرف من ألواح

[1] naval. P. 213
[2] cornwall, ancient. P. 39
[3] james h.d belgrave, p. 52
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست