responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 178
الصوت والكسب"[1]. ويظهر مما تقدم أن موضوع التسميات عند العرب كان من الموضوعات التي لفتت إليها الأنظار؛ لما في كثير منها من غرابة وخروج على المألوف، فانبرى بعض العلماء في شرح الأسباب التي أدت بالعرب إلى اتخاذ تلك التسميات، وإلى ذكر العلل التي دفعتهم إليها كالذي نراه في بحث "ابن دريد" في كتابه "الاشتقاق"، حيث ذكر في مقدمته كل الأسباب التي رآها وتوصل إليها في بحثه عن هذا الموضوع، الذي أثار جانبًا منه "روبرتسن سمث" وغيره من المستشرقين.
كما سموا بعبد العزى وعبد ود وعبد مناة وعبد اللات وعبد قسي ونحو ذلك، مما فيه إضافة العبودية لأحد الأصنام.
والمتعارف عليه في الإسلام، هو إرجاع النسب إلى الأب, أما الانتساب إلى الأم، فإنه قليل الوقوع؛ ولهذا يعد الرجل عربيًّا إذا كان والده عربيًّا، لا يؤثر فيه نسب أمه إن كانت أعجمية. أما قبل الإسلام، فإن النسب وإن كان تابعًا لنسب الأب، إلا أنه قد يلحق الولد بالأم, وبالرغم من هذا العرف، فإن العرب في الماضي وفي الحاضر يقيمون وزنا كبيرا لدم الأمهات، بل قد تزيد أهميته عندهم على أهمية دم الأب. والمثل العراقي العامي: "ثلثين الولد على الخال"[2] خير تعبير عن وجهة نظرهم تلك، فإنه يمثل نزعة عرق الخال[3], وهي من النزعات التي أقام لها الجاهليون وزنًا كبيرًا عندهم.
أما وجهة نظر العلم الحديث، فإن لدم الأبوين أثرًا متساويًا في المولود؛ ولهذا فإن موضوع النسب إلى الأب أو الأم، موضوع لا يعالج عنده بالعرف والعادة، بل يعالج وفق قواعد العلم المقررة لديه. وبناء على ذلك يجب أن نقيم وزنًا لموضوع التزاوج المختلط بين العرب والغرباء، وقد كان معروفا وشائعا في الجاهلية أيضا، إذ تزوجوا من الرقيق، ولا سيما الرقيق الأبيض ونسلوا منه، كما سكن في جزيرة العرب آلاف من الغرباء قبل الإسلام واندمجوا في أهلها, وتركوا أثرا في دماء أهلها، يختلف باختلاف مقدار الاختلاط. ويتبين ذلك بوضوح في سحن سكان السواحل؛ لأنهم أكثر عرضةً للاختلاط من أبناء البواطن والنجاد.

[1] التمدن الإسلامي "3/ 269".
[2] أي: ثلثا الولد.
[3] ابن سعد، الطبقات "جـ3، ق1، ص335".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست