responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 175
التي تؤثر في حياة الإنسان. وقد ذهب إلى أن تأريخ العالم صراع بين الروح والمادة، بين الذكر والأنثى، وأن الحياة الأرضية مزيج من هذين الكفاحين.
وقد لفت نظره إلى الزواج باعتبار أنه ناحية من النواحي القانونية، وتعرض لمباحث الزواج عند الإنسان القديم ولفوضوية الزواج، حيث كان الرجل يتناول المرأة بغير عقد كما تفعل الحيوانات، ولاشتراك عدد من الرجال في امرأة واحدة، "Hetarische Gynaikokratie"، فلا يعرف فيه النسل من أي أب هو؛ ولهذا بقي في رعاية أمه، فنسب إليها، وهو زواج مر على جميع الشعوب. كما بحث عن الأديان البدائية وعلاقتها بأمثال هذا الزواج[1].
ويجب أن نضيف إلى تلك الفوضوية فوضوية أخرى، هي فوضوية الغزو وتقاتل الإنسان مع الإنسان وإباحة المدن والقرى للجيوش الغازية المنتصرة، يعيثون فيها وفي أهلها فسادًا، يؤدي إلى انتهاك الحرمات واستباحة الأعراض وتوالد أطفال ليس في مقدور أمهاتهم معرفة آبائهم، فلا يبقى لهم من مجال إلا الانتساب إلى الأمهات.
ودور الأمومة عند أصحاب هذه النظرية، هو أقدم أنواع الزواج. وأما "الأبوة" أي: دور الزواج الذي عرف النسل فيه آباءهم فهو عندهم أحدث عهدًا من الأمومة، وقد زعموا أن هذين الدورين مَرَّا على البشرية جمعاء، وفيهم العرب. وفي دور الأمومة تكون القرابة فيه لصلة الرحم، أي: إلى الأم، فهو الرباط المقدس المتين الذي يربط بين الأفراد ويجمع شملهم، وهو نسبهم الذي إليه ينتمون. ففي هذا الدور لا يمكن أن يعرف فيه الانتساب إلى الأب، لسبب عادي هو عدم إمكان معرفة الأب فيه؛ ولهذا كان نسب النسل فيه حتمًا للأم, وكان نسب الجماعات فيه أيضا للأم, ومن هذه الجماعات القبائل. وهم يرون أن تسمي القبائل بأسماء رجال، بأن تجعلهم أجدادًا وآباءً، هي تسميات محدثة ظهرت بعد ظهور دور الأبوة، وتطور الزواج من زواج الفوضى أو زواج تعدد الرجال إلى زواج حدد فيه على المرأة التزوج برجل واحد ليس غير، يكون فيه بعلها الذي تختص به؛ ومن هنا اندثرت الأسماء القديمة، أي: أسماء الإناث في الغالب، وحلت محلها أسماء الذكور. وسيأتي الكلام على موضوع

[1] mutterrecht und urreligion, von r. mark, in kta. Bd. 52, der mythus von orient und okzident, m. schroeter, 1926, h. Schmidt, philosophisches woerterbuch, s. 61
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست