responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 142
مرة واحدة، أما عدنان فلم يذكره في شعره قط. ولهذه الملاحظة أهمية كبيرة لتكوين رأي في فكرة "قحطان" وعدنان في ذلك العهد؛ إذ إنها تدل على أن القحطانية والعدنانية لم تكن عنده على النحو الذي صارت عليه فيما بعد، بعد اشتداد النزاع بين الأنصار وأهل مكة ومن حولها في خلافة بني أمية خصوصًا، وهم عصب العدنانيين، وأنه في كل فخره بالنسب لم يتجاوز الأزد، أبناء "الغوث بن زيد بن مالك بن زيد بن كهلان"1، وغسان, وآل نصر.
وأما بعد إسلامه، فقد حول فخره وتباهيه إلى فخر بالأنصار على قريش ومضر ومعد، أي: أهل مكة، بنصرة قومه للإسلام، وبنصر النبي حين خذلوه وقاوموه, فكانوا ملوك الناس قبل محمد، فلما أتى الإسلام، كان لهم النصر في نصرته2. ونجد هذا الفخر واضحًا قويًّا في شعره، فهو فخر أهل يثرب على أهل مكة, فخر الأنصار على مضر ومعد وقريش، فلم يصل الفخر بقومه عنده إذًا إلى حد الفخر بقحطان، أو باليمن كلها على عدنان. وأما ما ورد منه أكثر من ذلك، كما نرى في الأبيات المنسوبة إليه في الجزء الأول من الإكليل، فإنه عندي من ذلك النوع المنحول الذي أُضيف إليه؛ فالتكلف ظاهر عليه، والأسلوب مختلف عن أسلوبه، وهو من النظم المتأخر عن أيام حسان، من نظم وضَّاح يتكلف قول الشعر ولا يحسن صناعته.
خذ قصيدته التي تمثل منتهى فخره بقومه، نَرَهُ يقول:
ألم تَرَنَا أولاد عمرو بن عامر ... لنا شرف يعلو على كل مرتقي؟!
رسا في قرار الأرض, ثم سَمَتْ له ... فروعٌ تُسَامي كل نجم مُحلَّق
ملوك وأبناء الملوك، كأننا ... سواري نجومٍ طالعات بمشرق
إلى أن يقول:
كجفنة والقمقام عمرو بن عامر ... وأولاد ماء المزن وابني مُحَرّق

1
من تك عنا معشر الأزد سائلًا ... فنحن بنو الغوث بن زيد بن مالك
لزيد بن كهلان الذي نال عزه ... قديمًا ذراري النجوم الشوابك
ديوان حسان "ص40".
2
وكنا ملوك الناس قبل محمد ... فلما أتى الإسلام كان لنا الفضل
ديوان حسان "ص70، 73".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست