نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 2 صفحه : 14
جاء منه[1]. وتذكر هذه الروايات أن ولده كانوا أول من حيَّى بتحية الملك، فقالوا له: "أبيت اللعن" و"أنعم صباحًا"[2], وهي تحايا ينسبها بقية الأخباريين إلى غيره من الملوك المتأخرين, وسأتحدث عنها فيما بعد.
وانتقل الملك -على رأي الأخباريين- من يعرب إلى ابنه يشجب، ويقال له: "يمن"، ومن ولده عبد شمس، ويقال له: عامر ويلقب بـ"سبأ" على زعم بعض الأخباريين, زعموا أنه هو الذي بنى قصر سبأ ومدينة "مأرب"، وأنه فتح مصر وبنى بها مدينة عين شمس، وأنه أول من سن السبي؛ ولذلك عرف بـ"سبأ"، وغير ذلك مما يقصه علينا أهل الأخبار[3].
ويلاحظ أن النسابين قد بخلوا على "يشجب" كثيرًا, فلم يهبوا له أولادًا كثيرين، وكل ما أعطوه هو: "سبأ الأكبر"، واسمه كما رأينا "عبد شمس"، وأعطاه بعضهم بالإضافة إليه: "جرهم بن يشجب"، و"شجبان بن يشجب"، فأولد "شجبان" صيفيًّا، وأولد صيفي مالكًا، وأولد مالك الحارث، وقد ملك[4].
ويذكر "الهمداني" نقلًا عن بعض الرواة أن لقب "سبأ" هو "الأعقف"، قال: "وكان أول من استعمل لتدمير الحكم في ملكه، وأول من نصَّب ولي العهد في حياته ... وأول من سبى السبي ممن ختر به وحاربه وناصبه" وروى في ذلك شعرًا نسبه إلى "علقمة بن ذي جَدن"[5].
وذكر "حمزة الأصفاني" نقلًا عن "عيسى بن داب" أن ملك "عبد شمس"، أي "سبأ"، كان في زمن "كيقباد"، فسار "سبأ" في مدن اليمن ومخابئها، وكانت إذ ذاك في بقايا عاد، فلم يدع بأرض اليمن أحدًا منهم إلا سباه واستعبده فسمي "سبأ"، ووطد بذلك حكم القحطانيين في اليمن[6].
1 "صار يعرب بن قحطان إلى أرض اليمن في ولده فاستوطنها، وهو أول من نطق بالعربية"، حمزة "ص81". [2] حمزة "ص81"، الإكليل "1/ 116 وما بعدها". [3] ابن خلدون "2/ 47"، التيجان "ص49"، المحبر "ص364"، الاشتقاق "ص217"، حمزة "ص81"،
Enc., Vol., 4, P., 1160, Wuestenfeld, Register, S., 388. [4] الإكليل "1/ 125 وما بعدها". [5] الإكليل "1/ 125". [6] حمزة "ص82".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 2 صفحه : 14