responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 134
وتباعد عن الجاهلية، إلا أن الأفكار القبلية بقيت هي هي عند تلك القبائل بالنسبة إلى النسب وتكوين الأحلاف. فقبيل ظهور الإسلام كان بين "يثرب" و"مكة" نزاع شديد, ولما هاجر الرسول إلى "يثرب" عرف أتباعه الذين تبعوه بالمهاجرين, وقد دامت الهجرة إلى عام الفتح: "فتح مكة"[1]. وأما أهل المدينة الذين آووا الرسول ونصروه، فقد عرفوا بالأنصار لانتصارهم للرسول ولتقديم مساعداتهم له وللمسلمين. وللقضاء على الخصومة، آخى الرسول بين الأنصار والمهاجرين, غير أن العداء عاد فتجدد بين الأنصار والمهاجرين بعد وفاة الرسول، ويظهر أثره في شعر حسان بن ثابت والنعمان بن بشير[2] والطرماح بن حكيم، وهم شعراء يثرب وألسنتها، وفي الأشعار الأخرى التي جمعت في دواوين الأنصار[3].
وقد صير النزاع المذكور لفظة "الأنصار" علما خاصا على أهل المدينة، حتى كادت تكون نسبًا، واصطبغت الدعوة بصبغة يمانية؛ فنجد في شعر الأنصار فخرا باليمن، واعتزازا بأصلهم اليماني، ومجاهرة بأنهم يمانيون صرحاء وبأنهم من أقرباء الغساسنة ومن ذوي رحمهم. كما أنهم استعملوا لفظة الأنصار مقابل قريش4 ومعد5 ومضر6 ونزار[7]، وأطلقوا على لسانهم حسان بن ثابت شاعر الأنصار، وشاعر اليمن، وشاعر أهل القرى[8].

1 "فلما فتحت مكة، صارت دار سلام كالمدينة، وانقطعت الهجرة. وفي الحديث: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية" "، اللسان "7/ 111"، المؤتلف "ص126".
[2] الأغاني "13/ 142"، "14/ 114 فما بعدها".
3 "كاد نهيك بن إساف يهاجي أبا الخضراء الأشهلي في الجاهلية، وأشعارهم موجودة في أشعار الأنصار"، الأغاني "20/ 117".
4
ذهبت قريش بالمكارم والعلا ... واللؤم تحت عمائم الأنصار
الأغاني "13/ 142".
5
وقال الله قد يسرت جندا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد ... قتال أو سباب أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حين تختلط الدماء
ديوان حسان "ص1" "تحقيق هرشفلد"، شرح ديوان حسان، للبرقوقي "ص6", "سباب أو قتال".
6
ونحن جندك يوم النعف من أحد ... إذ حزبت بطرًا أشياعها مضر
ديوان حسان "ص57"، شرح ديوان حسان "ص200" "للبرقوقي".
[7] muh. Stud. Bd. I, s. 94, zdmg. Xviii, s. 239
[8] مجالس ثعلب، القسم الثاني، تحقيق عبد السلام محمد هارون، سنة 1949 "ص429".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست