responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 113
واسعة تشمل البادية: بادية الشام، وتضم عددًا كبيرًا من الأعراب. وهي منازل "الإسماعيليين" أيضا، وقد يكون هذا هو السبب في عدم تمييز التوراة أحيانا فيما بين الهاجريين والإسماعيليين[1]. وقد ذكروا مع "يطور" Jetur" و"Naphish"، وهما من الإسماعيليين. وأشير إلى رجل من الهاجريين عرف بـ"يازيز" "Jaziz"، ذكرت التوراة أنه كان يرعى بغنم داود[2] في جملة أشخاص كان "داود" قد أودع إليهم أمر إدارة أمواله[3].
وبعد، فهذا كلام موجز في أثر التوراة على روايات أهل الأنساب والأخبار في أنساب العرب. وقد رأيت أن مروجيه ومدخليه بين العرب هم أهل الكتاب، ومعظمهم من يهود أو من مسلمة يهود؛ لهذا ترى أسانيد أكثر هذه الروايات تنتهي بـ"كعب الأحبار" و"وهب بن منبه" وأضرابهما. وقد ينتهي السند بـ"ابن عباس", من طريق "ابن الكلبي" عن أبيه، عن أبي صالح[4]. وللعلماء كلام في هذا السند و "ابن الكلبي" مورد مشهور معروف في هذه الموضوعات، لا يقابله في ذلك إلا "ابن إسحاق" الذي غرف، كما ذكرت في أول هذا الفصل، من مناهل أهل الكتاب، وكان يسميهم أهل العلم الأول، فملأ كتابه لذلك بغث كثير؛ لاعتماده على هؤلاء وتوثيقه لهم، ولم يكن لأكثرهم كما يظهر من نقد ما نسب إليهم علم بما جاء في التوراة, وبكتب اليهود الأخرى.
وقد ظهر لي من دراساتي لهذا الموضوع وللقصص الإسرائيلي عامة أن كثيرًا من هذا الذي يرويه أهل الأخبار في النسب وفي القصص، بعيد عما يرد في التوراة، وقد اخترع اختراعًا وصنع بغباوة وبجهل، وحُشي بألفاظ عبرانية أو قريبة منها، بطريقة مضحكة أحيانا، تدل على خبث واضع الخبر أو جهله، وعلى سذاجة الناقل عنه وعلى عدم اهتمامه إلا بإظهار نفسه بمظهر الواقف على الأخبار؛ ولذلك كان لا يهمه إلا جمع الأخبار وقصها للناس، وقد يكون هو واضع تلك الأخبار وصانع ذلك القصص.

[1] the bible dictionry, vol. I, p. 499, 570
[2] أخبار الأيام الأول، الإصحاح 27، الآية 31.
[3] hastings, a dictionry, ii, p. 281
[4] الطبري "1/ 203، 206، 208"، "دار المعارف".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست