responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 58
ومن المحلين قبائل من أسد وطيء وبني بكر بن عبد مناة بن كنانة, وقوم من بني عامر بن صعصعة[1].
ولحماية الأسواق والمجتمع من "المحلّين"، الذين أباحوا لأنفسهم استحلال المظالم، ظهر قوم من أهل المروءة والمعروف، تواصوا فيما بينهم على رد السفيه عن سفهه والغاوي عن غيِّه، ونصبوا أنفسهم حماةً على الأسواق، يحملون سلاحهم فيها في الأشهر الحل وفي الأشهر الحرم للذود عن الحرمات, وقد عرف مثل هؤلاء بـ"الذادة المحرمين". وقد تحدث عنهم "اليعقوبي"، فقال: "وكان في العرب قوم يستحلون المظالم إذا حضروا هذه الأسواق، فسموا المحلين، وكان فيهم من ينكر ذلك وينصب نفسه لنصرة المظلوم والمنع من سفك الدماء وارتكاب المنكر، فيسمون الذادة المحرمين. وأما المحلون، فكانوا قبائل من أسد وطيء وبني بكر بن عبد مناة بن كنانة وقومًا من بني عامر بن صعصعة. وأما الذادة المحرمون، فكانوا من بني عمرو بن تميم, وبني حنظلة بن زيد مناة، وقوم من هذيل، وقوم من بني شيبان, وقوم من بني كلب بن وبرة, فكانوا هؤلاء يلبسون السلاح لدفعهم عن الناس، وكان العرب جميعًا بين هؤلاء تضع أسلحتهم في الأشهر الحرم"[2].
والذود في اللغة: السوق والطرد والدفع, فالذادة هم المدافعون الذابون عن المظلومين، والواقفون أمام الظالمين. وقد ورد "ذادة" بمعنى: يذودون عن الحرم[3].
ولم تكن هذه الأسواق محصورة في موضع معين, إنما كانت تعقد في مواضع مختلفة متعددة من جزيرة العرب, وقد خصصت في الغالب بامتيار الأعراب وبشراء ما عندهم من سلع فائضة عليهم. ولا يستبعد بالطبع ورود التجار الأجانب إليها من غير العرب، فقد كان الروم مثلا يتوغلون إلى مسافات بعيدة في هذه الأرضين الشاسعة للبيع والشراء.
وبحكم ورود أناس إلى هذه الأسواق لا يسهل الاجتماع والاتصال بهم في الأوقات الأخرى، فقد قصدها أناس من أماكن بعيدة بحثًا عن طلب أو ترويجًا لرأي،

[1] اليعقوبي "1/ 240"، العقد الفريد "2/ 206"، البيان والتبيين "3/ 100".
[2] اليعقوبي "1/ 240"، "النجف 1964م".
[3] تاج العروس "2/ 374"، "ذود".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست