responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 234
معروفة في حرفته، فإنه يحتفظ بسره حتى لا يتسرب إلى الغرباء, ومنهم من لا يعلِّم حتى أولاده سر المهنة إلا في حالة شعوره بعجزه عن العمل أو بقرب وفاته ودنو أجله؛ خشية انتقال السر منهم إلى غيرهم، فينافسونهم على رزقهم ومصدر قوتهم من هذا السر.
وينضمُّ أصحاب الحرف بعضهم إلى بعض مكوِّنين "صنفًا"، أي: طبقة خاصة، تتعاون فيما بينها تعاون النقابات الحرفية والمهنية في الوقت الحاضر، يتولى رئاستها أبرز رجال "الصنف". وإذا مات أحدهم تعاونوا في تشييعه ودفنه وفي مساعدة أهله ومواساتهم؛ وذلك لحماية رجال الحرفة من كل سوء قد يقع عليها وللمحافظة على حياتهم، ولا يسمح "الصنف" بدخول غريب بينهم؛ لأنهم جماعة ورثت حرفتها، فلا يجوز لغريب مزاحمتهم فيها.
ويتجمع رجال بعض الحرف في أماكن معينة، كما هو الحال في الوقت الحاضر، كأن يتجمع الحدادون في منطقة معينة, والصاغة في حي، والصفارون في حي, والنجارون في حي؛ وذلك للتعاون فيما بينهم، وتنسب تلك المحلات إليهم.
وقد تشتهر مدينة ما بحرفة من الحرف، فيكون لمنتوجها شهرة واسعة ويباع بأسعار عالية, وقد تشتهر منطقة بجملة صناعات. فقد اشتهرت اليمن بالبرود كما اشتهرت بسيوفها، التي اكتسبت شهرة بعيدة واسعة في كل جزيرة العرب, واشتهرت بعقيقها كذلك وبأنواع أخرى من التجارات. واشتهرت مكة ببعض أنواع العطور, واشتهرت ثقيف بالدباغة والأدم.
وقد كانت أجور العمل معروفة عند الجاهليين, فتُدفع للعمال والصناع أجور يومية، كما تدفع لهم أجور مقطوعة عن عمل معين, وليس لهؤلاء العمال من أتعاب عملهم سوى ذلك الأجر المتفق عليه. أما الرقيق, فلا يدفع لهم في العادة أي شيء، سوى ما يقدم لهم من طعام وملبس وحماية, وعليهم في مقابل ذلك الاشتغال بالشغل الذي يوكل إليهم به أسيادهم، ولا حق له بالنسبة لقوانين ذلك الوقت الامتناع عن القيام بالعمل الذي كلفوه به.
والأجور قد تكون يومية وقد تكون سنوية وقد تكون مقطوعة, ولا يشترط في الأجر أن يكون نقدًا، فقد يدفع عينة، أي: مالًا مثل طعام، أو كساء؛ لندرة النقد في ذلك الوقت. ومن أمثلة الحرف التي تدفع عنها الأجور، حرفة

نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست