responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 161
و"المكس" هو ما يأخذه الماكس من جباية, من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية، أو الدراهم كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق. والمكوس: هي الضرائب التي كان يأخذها العشارون، والمكس: النقص، وبين المكس والنقص صلة وعلاقة، فتأدية المكس هو نقص يصيب مال المؤدي للمكس. وقد أشير إليه في شعر "جابر بن حني" التغلبي، الذي يقول:
أفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم1
ومعنى هذا أن الناس كانوا يدفعون إتاوة في أسواق العراق، يدفعون عن كل ما يبيعونه مكسًا هو درهم. وهو مكس يزيد بزيادة ثمن البيع، فإذا كان ثمن المباع كثيرًا، زاد مكسه ليتناسب مع الثمن.
وتقابل لفظة "مكس" لفظة "Telos" في اليونانية، و"Toll" في الإنجليزية, ويقال للموضع الذي تمكس البضائع والسلع فيه: Telonion""[2]. ويجب أن نميز بين هذه الضريبة وبين لفظة "Tribute" التي هي في مقابل "Mas"؛ لأن المكس ضريبة تؤخذ عن السلع وعن حق مساهمة الحكومة في الأرباح، بينما الثانية ضريبة إجبارية تؤخذ من الناس[3], وقد ترجمت لفظة "Tribute" بـ"جزية" وجباية وإتاوة في اللغة العربية, يقال: جبى الخراج جباية. وورد في شعر للجعدي:
دنانير يجبيها العباد وغلة ... على الأزد من جاه امرئ قد تمهلا4
ونجد علماء اللغة يجعلون لفظة "الماكس" في مرادف لفظة "العشار", وعرفوا المكس، بأنه ما يأخذه العشار, وهو ماكس، فالعشار هو الماكس. وورد في الحديث: "لا يدخل صاحب مكس الجنة", قيل: صاحب مكس هو العشار[5]. والعشار هو قابض العشر، والعشر أخذ واحد من عشرة. فالماكس إذن هو الجابي القابض للمكس، وهو العشر، أي: عشر ما يباع، وقد غلبت عليه

1 تاج العروس "4/ 249"، "مكس"، المخصص "12/ 253".
[2] Hastings, p. 948
[3] Hastings, p. 948
4 تاج العروس "10/ 65 وما بعدها"، "جبى".
[5] تاج العروس "4/ 249"، "مكس".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست