نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 84
و"العفار"، من شجر النار كذلك. وهو شجر يتخذ منه الزناد، يسوى من أغصانه فيقتدح به. شبيه بشجرة الغبيراء الصغيرة، وهو شجر خوار. وقيل في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} إنها المرخ والعفار. وهما شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر[1].
و"الأراك" من الحمض، وقيل الحمض نفسه، له حمل كحمل عناقيد العنب، يستاك به، أي بفروعه، وهو أفضل ما استيك بفروعه، وأطيب ما رعته الماشية رائحة لبن. تتخذ المساويك من الفروع ومن العروق، وأجوده عند الناس العروق[2]. ويقال للغصن من ثمر الأراك "المرد"، والنضيج منه "الكباث"، و"البرير" ثمر الأراك أيضًا[3]. و"الطلح"، شجر عظيم حجازي جناته كجنات السمرة، وهو شوك أحجن ومنابته بطون الأودية، وهو أعظم العضاه شوكًا وأجودها صمغًا. وذكر بعض علماء اللغة، أن الطلح شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإبل وورقها قليل ولها أغصان طوال عظام، ولها شوك كثير مثل سلاء النخل، ولها ساق عظيمة لا تلتقي عليها يدا الرجل، وهي أم غيلان، تنبت في الجبل، الواحدة طلحة. وذكر بعض آخر، أن الطلح أعظم العضاه وأكثره ورقًا، وأشده خضرة، وله أشواك ضخام طوال وشوكه من أقل الشوك أذى، وليس لشوكته حرارة في الرجل، وله برمة طيبة، وليس في العضاه أكثر صمغًا منه ولا أضخم ولا ينبت إلا في أرض غليظة شديدة خصبة. وقد فسر بعض العلماء قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} ، بأنه الطلع، "والطلع" لغة في الطلح. وذكروا أن الطلع الموز، وهذا في نظر بعض آخر، غير معروف؛ لأن شجر الموز غير شجر الطلح[4].
و"النشم"، شجر جبلي، تتخذ منه القسي، وهو من عتق العيدان[5]. [1] تاج العروس "3/ 412"، "عفر". [2] تاج "7/ 99 وما بعدها"، "أرك". [3] تاج العروس "2/ 500"، "مرد". [4] تاج العروس "2/ 190"، "طلح". [5] تاج العروس "9/ 76"، "نشم".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 84