نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 73
أجناس عديدة، بعض أصيل أي من نابت جزيرة العرب ومن تربتها، وبعض مستورد استورد من بلاد الشأم بصورة خاصة ومن أماكن أخرى، فغرس في بلاد العرب ونبت نباتًا حسنًا، وأجاد إجادة طيبة، جعل زراع الكروم يكثرونه من زراعته.
والعنب، هو "عنبم"، أي "عنب" في لغة المسند كذلك[1].
وإذا يبس العنب دعي "زبيبًا". ويعرف الزبيب بـ"فصمم"، أي "فصم" "فصيم" في اللهجة الحميرية. وقد وردت هذه اللفظة في نص أبرهة، بمناسبة توزيع أبرهة الزبيب على العمال الذين ساهموا في بناء سد مأرب[2].
وقد كان أهل اليمن كما يظهر من نصوص المسند يكثرون من زراعة الأعناب ويربحون من زراعتها كثيرًا، بدليل ورود كثير من النصوص الزراعية، وفيها: أن أصحابها قد غرسوا أعنابًا في المناطق الفلانية والفلانية، أو ورثوا المزرعة الفلانية وفيها أعناب كثيرة وبدليل حفر صور أغصان العنب وعناقيد العنب في الأحجار وإبرازها على الألواح المصنوعة من الجبس، أو حفرها على الأخشاب للزينة والزخرفة، وتفننهم في ذلك، حتى صارت هذه الزخرفة من مميزات الفن اليماني. وما كانوا يفعلون ذلك لو لم يكن للأعناب وجود في اليمن، ولو لم تكن زراعته منتشرة كثيرًا في تلك البلاد.
ومن أنواع العنب: العنب "الجرشي"، وهو عنب طيب، يقول علماء اللغة: هو أطيب العنب كله، وهو أبيض إلى الخضرة، رقيق صغير الحبة، وهو أسرع العنب إدراكًا، عناقيده طويلة، ينسب إلى جرش، مخلاف باليمن[3]. والعنب "الكلافي"، وهو نوع من أنواع أعناب أرض العرب، وهو عنب أبيض فيه خضرة، وزبيبة أدهم أكلف، ولذلك سمي: الكلافي. وقيل: هو منسوب إلى الكلاف بلد بشق اليمن[4]. والعنب التربي نسبة إلى "تربة"، والعنب التبوكي نسبة إلى تبوك. و"الرمادي"، ضرب من العنب بالطائف أسود [1] Halevy 360, 362. [2] راجع السطر 128 من نص أبرهة، جواد علي، مجلة المجمع العلمي العراقي، الجزء الأول من المجلد الرابع "ص218". [3] تاج العروس "4/ 287 وما بعدها"، "جرش". [4] تاج العروس "6/ 238"، "كلف".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 73