نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 53
ضخمة، ويقعد عليها رجل ليثقلها، ثم يجرها الثور على الجل[1]. وأما "المقحفة" فالخشبة المتقفعة التي يقحف بها الحب، أي يذرى[2].
وبعد الدياسة والدراسة يذرى الطعام لفصل الحب عن التبن. ويستعملون في ذلك آلات التذرية، وهي آلات يدوية ما زال الفلاحون يستعملونها كما كانت قبل آلاف السنين، تتألف من مقبض طويل وأصابع في رأسه يذرى بها الهشيم في الهواء، ليحمل الهواء التبن، وهو خفيف الوزن إلى مكان والحب إلى مكان آخر. وقد ذكر العلماء جملة أسماء لآلة التذرية، منها "المذرى" و"المذرة"[3] و"المروح" و"المرواح" و"المثار"[4] و"الحفراة"، وهي "الرفش" أيضًا[5].
ويتولى الفلاحون دوس الحاصل بأنفسهم، لهشم السيقان والحصول على التبن والحب. يستعملون في ذلك أرجلهم وآلات الدياسة. أما إذا كان الحاصل كبيرًا، فيستعملون عندئذ الحيوان يمشي عليه، أو يجر آلات الدياسة الثقيلة لهشم السيقان وفصل الحب عنها.
ومن عادات أهل اليمن في الدرس والدياسة التناوب، وذلك بأن يجتمعوا مرة عند هذا ومرة عند هذا، فيتعاونوا على الدياس، ويسمون ذلك "القاه". وذلك كالطاعة له عليهم؛ لأنه تناوب قد ألزموه على أنفسهم، فهو واجب لبعضهم على بعض. وقد وصف أحد أهل اليمن ذلك للرسول بقوله: "أنا أهل قاه، فإذا كان قاه أحدنا دعا من يعينه، فعملوا له، فأطعمهم وسقاهم من شراب يقال له المزر"[6]. وكان أهل "الجوخان" يتناوبون ويتعاونون على الدياس، يجتمعون مرة عند هذا ومرة عند هذا، يرون التعاون فيما بينهم لزامًا عليهم، وكالطاعة لهم، ونوبة كل رجل قاهة[7]. [1] المخصص "11/ 55". [2] تاج العروس "6/ 216"، "قحف". [3] المخصص "11/ 55"، تاج العروس "3/ 224"، "ذر". [4] المخصص "11/ 55". [5] تاج العروس "3/ 152"، "حفر". [6] تاج العروس "9/ 407"، "القاه"، المخصص "11/ 55". [7] تاج العروس "9/ 407".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 53