نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 50
و"البذر"، ما عزل للزراعة من الحبوب. و"البذر" زرع الأرض[1].
وتزرع بعض الزروع على السواقي وأطراف مسايل الماء، وذلك بوضع "البذر" أو "البصل" في حفر، ثم يوضع فوقها قليل من التراب، لمن الطيور من التهامها، وللمحافظة عليها من أثر الجو فيها. وقد يزرع البزر، فإذا نبت، تقلع النبتة الواحدة، لتزرع في موضع آخر.
وإذا أصاب الزرع الخصب والنماء، عبر عن ذلك بلفظة "خصب" في المسند[2]. اللفظة التي نستعملها نحن في الزراعة، بمعنى كثرة العشب والزرع والنماء والوفرة[3].
ولا بد لنمو الزرع ونضوجه من إسقاء، ويعبر عن السقي بلفظة أخرى هي "المكر". والمكر سقي الأرض. يقال أمكروا الأرض إذا سقوها[4].
ولتقوية الأرض وإعادة الحيوية إليها. استخدم الجاهليون التسميد. وبالسماد تعاد إلى الأرض بعض قوتها، وينمو الزرع. وقد استعملوا في ذلك جملة وسائل كما يفعل المزارعون في الزمن الحاضر الذين لا يزالون يسيرون على طريقة القدماء في التسميد، فاستعملوا فضلات الإنسان والحيوانات، كما استعملوا الزبل أيضًا. وذكر أن من أسمدتهم عذرة الناس والسرقين برماد، يسمد به النبات ليجود[5]. والسرجين، والسرقين، الزبل تدبل به الأرض[6]. والمزبلة موضع الزبل، وزبل زرعه يزبله، سمده، أي أصلحه بالزبل وكذلك الأرض[7]. ويقال لتسميد الأرض بالزبل "عدن الأرض" أي أصلحها بالزبل[8]. ويقال دبل الأرض دبولًا، بمعنى أصلحها بالسرقين ونحوه لتجود، فهي مدبولة[9].
ولحماية الزرع من عبث الطيور وبقية الحيوانات به، اتخذوا وسائل عديدة لحمايته. منها: اللعين. ما يتخذ في المزارع كهيأة رجل، أو الخيال تذعر به. [1] تاج العروس "3/ 35"، "بذر". [2] Rep. Epigr. 4646. [3] تاج العروس "1/ 235"، "خصب". [4] تاج العروس "3/ 548"، "مكر". [5] تاج العروس "2/ 381"، "سمد". [6] تاج العروس "9/ 234"، "سرجن". [7] تاج العروس "7/ 354"، "زبل". [8] تاج العروس "9/ 274"، "عدن". [9] تاج العروس "7/ 317"، "دبل".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 50