نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 308
بطارقته بطريقًا إلا وله هدية، فكانت الأدم على رأس ألطاف مكة وهداياها[1].
ومن العطور التي كان معروفة بمكة: "الذرور"، عطر يجاء به من الهند كالذريرة، وهو ما أنتجت من قصب الطيب، وقيل هو نوع من الطيب مجموع من أخلاط، وبه فسر حديث عائشة: طيبت رسول الله لإحرامه بذريرة[2].
وأغلى سلع قريش التي كانت تحملها لبيعها في أسواق بلاد الشأم، هي "الفضة" ولما أرسل الرسول "زيد بن حارثة" على عير لقريش كان فيها "أبو سفيان"، وكانت قد غيرت طريقها الذي يسلك إلى الشأم، وسلكت طريق العراق، كانت مع "أبي سفيان" فضة كثيرة، وهي أعظم تجارتهم، فالتقى بها "زيد بن حارثة" فأصاب العير، وبلغ خمس الرسول من الغنيمة عشرون ألفًا، ومعنى هذا أن قيمة الغنائم، كانت مائة ألف[3]. وقد ذكر في خبر هذه السرية أن الفضة كانت آنية كثيرة، وسكت خبر آخر عن نوع الفضة، وإنما ذكر أن "أبا سفيان" كان يحمل معه فضة كثيرة[4].
والأسلحة من أهم مواد التجارة التي كان يتاجر بها التجار. فالسلاح أداة ضرورية جدًّا بالنسبة إلى الأعرابي، فبه يدافع عن نفسه، وهو لا ينام إلا وسلاحه إلى جانبه، حتى إذا ما شعر بأقل حركة، نهض وهو بيده ليدافع به عن نفسه. والتاجر نفسه مع أنه إنسان مسالم لا يميل بطبيعة عمله إلى حمل السلاح والتقاتل كان مضطرًّا مع ذلك إلى حمله معه وإلى استخدام العبيد والأعوان للدفاع عن نفسه وعن أمواله. ولهذا كان يحرض على شرائه من أي مكان يجده فيه ليدافع به عن نفسه، كما كان يتاجر به؛ لأن الاتجار به من أربح الأعمال في السوق، لإقبال الناس عليه، فكان يشتريه من صناعة ومن أسواقه، ليبيعه لمن يطلبه بسعر أعلى، فيربح بذلك كثيرًا من الفرق بين السعرين.
وكان لأهل مكة خاصة حس مرهف نحو التجارة. كانوا إذا سمعوا أجراس [1] الروض الأنف "1/ 211 وما بعدها". [2] تاج العروس "3/ 223"، "ذر". [3] الطبري "2/ 492 وما بعدها". [4] الطبري "2/ 492 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 308