نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 272
ولتموين نفسها بالماء والغذاء[1]. وقد كان في استطاعة سفن تلك الأيام السير على مبعدة من ذلك الساحل ودون توقف حتى تصل إلى الميناء المذكور، أو إلى ميناء عدن "Arabia Eudaemon"، وبذلك تجنبت السفن المخاطر والمهالك التي كانت ستتعرض لها فيما لو سارت في محاذاة الساحل العربي.
ويظهر أن موضع "لويكه كومه"، أي "القرية البيضاء" كان ميناءً معروفًا في القرن الأخير قبل الميلاد، ففيه هبط "أوليوس غالوس" سنة "25 أو 24" قبل الميلاد في حملته التي أمر القيصر "أغسطس" بإرسالها على اليمن. ولو لم يكن من المرافئ الحسنة الصالحة لرسو السفن لمن نزل به الجيش الروماني. ويكتنف تأريخه الغموض، فلم يرد اسمه كثيرًا في كتب اليونان والرومان ولا في كتب الإسلاميين. ويقال إنه ظل قائمًا حتى نهاية القرن الثالث بعد الميلاد[2]. ولعله "الحوراء"، مرفأ سفن مصر قديمًا، وقد ذكره أصحاب الرحل[3].
و"الجار"، فرضة أهل المدينة، ترفأ إليها السفن من أرض الحبشة ومصر وعدن والصين والبحرين، وبحذائها جزيرة في البحر ميل في ميل يسكنها التجار[4]. فهي من الموانئ التي كان يقصدها التجار من السواحل المقابلة ومن سواحل إفريقية الشرقية والمحيط الهندي. وذكر أن الناس كانوا لا يعبرون إلى الجزيرة إلا بالسفن، وهي مرسى الحبشة خاصة. وأن بينها وبين المدينة يوم وليلة، وبين أيلة نحو من عشر مراحل، وإلى ساحل "الجحفة" نحو ثلاث مراحل[5]، وقد عرفت تلك الجزيرة بـ"قراف"، وسكانها تجار كنحو أهل الجار[6].
و"الشعيبة" من المراسي القديمة في الحجاز، وهي أقدم من جدة. وهي خور أمين تقصده السفن لتتزود بما تحتاج إليه من زاد وماء، ولتفرغ فيه ما تأتي
1 "المخا: موضع باليمن بين زبيد وعدن، بساحل البحر. وهو مقصود"، البلدان "7/ 202"، "ومخا: مقصورة، بساحل بحر اليمن تجاه باب المندب ... قال الصاغاني: ترفأ بمكلئها السفن"، تاج العروس "10/ 328". [2] Handbuch, I, S. 114. [3] تاج العروس "3/ 161"، "حور". [4] تاج العروس "3/ 112"، "جار". [5] البلدان "3/ 35". [6] عرام، أسماء جبال تهامة وسكانها "ص398 وما بعدها"، "نوادر المخطوطات"، تاج العروس "6/ 220"، "قرف".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 272