responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 258
فيه الماء الراشح جمة المركب[1].
ولم ترد في نصوص المسند المصورة صورة سفينة نهتدي بها إلى معرفة أشكال السفن عند العرب الجاهليين. كذلك لم يعثر المنقبون حتى الآن على صورة لها في النصوص التي ظفر بها في أماكن أخرى من جزيرة العرب. ولا يستبعد أن تكون سفن العرب أنواعًا متعددة، بحسب أغراضها ووفرة الخشب الصالح لبناء السفن، وعلى قدر اختلاط سكان سواحل الجزيرة بغيرهم من أصحاب السفن. ولا أستبعد أن يكون أهل العربية الجنوبية والعربية الشرقية قد تأثروا بصناعة السفن اليونانية والساسانية والهندية والإفريقية لاختلاطهم بهم، ومجيء سفن هؤلاء إلى مراسي السواحل العربية، ولتمكنهم من شراء الخشب الصلد الصالح لبناء السفن من إفريقية والهند.
ولم تتمكن سفن ذلك اليوم، وحتى أعظمها وأكبرها من مناطحة عواصف البحار ومقاومة أمواجها، فكثرت أمراضها وعللها، وفي جملتها الخروق التي كانت تصيب مواضع اتصال ألواحها، فتفكك أوصالها فتهلك، ويتعرض أصحابها إلى خسائر كبيرة، أضف إلى ذلك تعرضها إلى تحرش لصوص البحر بها، الذين كانوا يترصدون السفن، فإذا وجدوا فرصة مناسبة، هاجموها لأخذ ما قد يقع في أيديهم من حمولتها النفيسة. ولهذا كانت أجور نقل التجارة بالسفن عالية، لتعوض عن خسائر السرقة والغرق، ثم إن أجواف تلك السفن كانت صغيرة، لا تتحمل حملًا كثيرًا، فصار أصحابها لا يحملونها إلا السلع الغالية التي لا تحتاج إلى مكان كبير والتي تتحمل أرباحها دفع الأجور الغالية عن نقلها إلى المواضع التي يراد إيصالها إليها.
ولا يتسع هذا المكان لذكر كل الألفاظ والمصطلحات التي لها علاقة بالبحر، فهناك أسماء لمختلف أنواع السفن، وأسماء أدوات كثيرة استعملت في السفن، وأسماء للساحل وللجزر وللنباتات البحرية وغير ذلك وردت في كتب اللغة، وإليها يجب أن يرجع من يريد المزيد من هذه الألفاظ والمصطلحات، غير أن علينا أن ننتبه إلى أن في هذه المصطلحات، مصطلحات عديدة دخلت العربية في الإسلام.
وتفيدنا هذه الألفاظ والمصطلحات فائدة كبيرة في الوقوف على مدى تأثر البحرية

[1] القاموس "4/ 91".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست