نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 225
العمري والرقبى:
ومن عقود أهل الجاهلية: "العمري" و"الرقبى". والعمري ما يجعل لك طول عمرك أو عمره، أو هو أن يدفع الرجل إلى أخيه دارًا، فيقول له: هذه لك عمرك أو عمري أينا مات دفعت الدار إلى أهله. وقد عمرته إياه وأعمرته جعلته له عمرة أو عمري، أي يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إلي[1]. و"الرقبى"[2] أن يعطي الإنسان إنسانًا ملكًا كالدار والأرض ونحوها، فأيهما مات رجع الملك لورثته. أو أن يجعله لفلان يسكنه، فإن مات ففلان يسكنه، فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه. وقد أرقبه الرقبى، وأرقبه الدر جعلها له رقبى[3]. وللفقهاء كلام في الاثنين[4].
ويكون "العمري" و"الرقبى" في الأرض كذلك، كأن يعطي الرجل رجلًا أرضًا يستغلها طول حياة أحدهما، فأيهما مات طبقت بحق الأرض ما اتفق عليها من شروط. وقد كانوا يفعلون ذلك بالنسبة للأقرباء والأصدقاء والمقربين لمساعدتهم. [1] إرشاد الساري "4/ 364"، تاج العروس "3/ 421"، "عمر". [2] كبشرى. [3] تاج العروس "[1]/ 275"، "رقب". [4] إرشاد الساري "4/ 364 وما بعدها"، تاج العروس "3/ 421"، "عمر".
قاسية، فلا يكاد دخل الفلاح يكفيه مؤونته ومؤونة عياله، ولا سيما أيام الشدة حين يقل الزرع أو يتعرض للتلف لعوامل عديدة ليس في طاقة الفلاح مكافحتها، فضلًا عن الضرائب الباهظة التي عليه أن يدفعها إلى صاحب الأرض والحكومة والمعبد. فلاذ بأذيال الهرب من الأرض إلى المدن للاشتغال فيها، بالرغم من تشديد الحكومة في منع الهجرة وترك المزارع من غير موافقة أصحاب الأرض. وقد عرف الهارب من الأرض والمجلي عنها بـ"مهسجلت" في نصوص المسند[1].
ويقال للأرض التي يهاجر المهاجر إليها، وللمكان الذي يفر إليه المزارع من الحضر ليجد فيه رزقًا يبحث عنه "مهجرت" في لغة المسند. أي "المهجرة"، بمعنى: "المهجر"[2]. [1] السطر التاسع والعاشر من النص: Rep. Epigr. 4646 [2] Halevy 147, Rhodokanakis, Stud. Luxi., I, S. 57.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 225