نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 200
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... وماء الندى يجري على كل مذنب1
وإذا انحدر المطر إلى موضع واطئ، قيل إنشل، وانشل السيل وانسل ابتدأ في الاندفاع قبل أن يشتد[2].
و"الوشل": ماء يخرج من شاهقة، فيسقط إلى منحدر[3]. وتوجد الأوشال في الجبال، وفي الشواهق وذكر علماء اللغة أن الوشل الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة، يقطر منه قليلًا قليلًا، أو الماء الكثير، فهو من الأضداد. وفي تهامة جبل يقال له الوشل فيه مياه كثيرة. وقد يقال للقطرات التي تنزل من سقف كهف أو لحف جبل فتجتمع في أسلفه الوشل[4].
1 تاج العروس "1/ 255"، "ذنب". [2] تاج العروس "7/ 395"، "شلل". [3] عرام، أسماء جبال تهامة وسكانها "ص397"، "نوادر المخطوطات". [4] تاج العروس "8/ 154"، "وشل". التحكم في الماء:
وللسيطرة على المياه، ولا سيما مياه الأمطار، عمد أهل الجاهلية إلى اتخاذ مختلف الوسائل في التحكم فيها. بعضها بدائية وبعضها راقية تدل على براعة وعلم وفن. منها اتخاذ السدود للهيمنة على الماء، وخزنه للاستفادة منه عند الحاجة، وتوجيهه الجهة التي يريدونها. وقد أظهر العرب الجنوبيون مقدرة كبيرة في الاستفادة من الأمطار ومن مياه الينابيع والأنهار لاستعمالها في الإرواء والشرب والسقي. وتحكم مهندس الإرواء عندهم في الماء وسيطر عليه، لكيلا يذهب هباء، فاستخدم لضبطه الأبواب والفتحات والحواجز والرحاب، ونوع في المجاري وفي مسايل المياه، ليستفيد من الماء قدر إمكانه فلا يفلت منه شيء.
ولم يكن من السهل على حكومات ذلك الزمن السيطرة على مياه السيول والاستفادة منها، فكانت تذهب سدى، بعد أن كانت تصيب الأرض والناس بالأضرار وحين تنحدر هذه السيول من النجاد والجبال والأمكنة المرتفعة، تتحول الأودية فجأة وبسرعة أنهارًا عريضة كبيرة، تسيل مياهها مندفعة هدارة، لكنها لا تلبث
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 200