نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 191
وتسحب الزبيل بحبال أعلى لاستخلاص ما فيها من تراب وطين ووسخ حتى تنظف.
ومن الألفاظ المعبرة عن تنقية البئر ونزولها وتنظيفها من الأوساخ والأتربة قولهم: نثلت البئر، أي أخرج ترابها، واسم ذلك التراب النثيلة والنثالة والثلة والنبيثة. ويقال نبيثة النهر كذلك. وأما خمامة البئر، فيراد بها ما كنس منها. ويقال جهرت البئر، بمعنى أخرجت ما فيها من الحمأة. وأما الشأو، فما يخرج من ترابها، وقد شأوت البئر نقيتها، ويقال للذي يخرج به المشآة، ويقال أخرجت من البئر شأوًا أو شأوين، وهو ملء الزبيل من التراب. وجششت البئر أجشها جشًا، أي كنستها. ونكشت البئر، أخرجت ما فيها من الحمأة والجيئة والطين[1].
وقد يتغير طعم مياه الآبار وألوانها لعوامل عديدة. وهناك مصطلحات عديدة ذكرها علماء اللغة للدلالة على فساد ماء البئر ونتنه. مثل: المسيط والضغيط، والحمأة الطين الأسود المنتن، وقد يحمئ ماء البئر فيكدر وتخالطه الحمأة فتتغير رائحته. وتنزع حمأة الآبار وتنظف ليمكن الاستفادة منها[2]. والجيئة والجيأة: البئر المنتنة[3].
وقد كان أهل المدن والقرى يشربون من العيون ومن موارد المياه الطبيعية الأخرى إن كانت في قراهم عندها أو على مقربة منها، كما كانوا يحتفرون الآبار في بيوتهم أو في خارجها للاستفادة من مياهها، فإن كانت. عذبة فرحوا بها وشربوا منها. وكانت قريش قبل جمع قصي إياها وقبل دخولها مكة تشرب من حياض ومصانع على رؤوس الجبال، ومن بئر حفرها "لؤي بن غالب" خارج الحرم تدعى "اليسيرة"، ومن بئر حفرها "مرة بن كعب" تدعى "الروي"، وهي ما يلي "عوقة" ثم حفر "كلاب بن مرة" خم ورم، و"الجفر" بظاهر مكة[4]. وورد أن الذي حفر بئر "خم" هو "عبد شمس بن عبد مناف"، حفرها بمكة[5]. وأن الذي حفر بئر "رم" هو "مرة بن كعب" أو "كلاب بن مرة" حفرها بمكة[6]. وذكر أن "الجفر" بئر بمكة كانت لبني تميم بن [1] المخصص "10/ 45"، تاج العروس "4/ 359", "نكش". [2] تاج العروس "1/ 58"، "حمئ". [3] المخصص "10/ 47". [4] البلاذري، فتوح "60". [5] تاج العروس "8/ 283"، "خم". [6] تاج العروس "8/ 318"، "رمم".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 191