نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 163
في العربية الشرقية نهر "محلم" بهجر البحرين. ذكر بعض أهل الأخبار أنه في أرض العرب بمنزلة نهر بلخ في أرض العجم، وأن "تبعًا" نزل عليه فهاله. وأن مياهه الجوفية متصلة بسيح الأطلس الذي يكون مخرج مائه من عين الناقة[1].
إن قلة الأمطار أو شحها وانحباسها في بعض السنين وعدم وجود الماء في أكثر أنحاء جزيرة العرب، أثر أثرًا كبيرًا في حياة أهلها الاجتماعية، فحول قسمًا كبيرًا منهم إلى بدو رحل، يتنقلون من مكان إلى مكان طلبًا للكلأ والماء، هدفهم في هذه الحياة الحصول على الكلأ والماء. والكلأ والماء هما العز والجاه والثراء وأغلى شيء في هذه الدنيا، فقاتل بعضهم بعضًا من أجل الحصول عليهما، وقطعوا مسافات شاسعة بحثًا عنهما. ولم يتمكن الروم والرومان من منعهما من دخول بلاد الشأم بحثًا عن الكلأ والماء، ولم يتمكن الساسانيون من منعهم من الوصول على هذه الثروة العظيمة كذلك. هذه الثروة التي سببت اقتتال القبائل فيما بينها من أجل الحصول عليها.
ولحماية الماء ولا سيما مياه الآبار من اعتداء الطبيعة أو الإنسان عليه أقاموا أبنية فوقه، في أيام الجاهلية وفي الإسلام. وقد أشار العلماء إلى قباب بنيت فوق المياه، فقد اتخذ أهل بطن "السيدان" قبابًا على كل ماء به، ومياهه تسمى الجرور والجراير، لبعد قعرها؛ ولأنها لا تخرج إلا بالغروب والسواني لبعد الماء فيها عن سطح الأرض[2]. [1] الصفة "160". [2] بلاد العرب "318". انحباس المطر:
يؤدي انحباس المطر إلى كوارث ومصائب تترك أثرًا كبيرًا في أحوال السكان. تهلك أموالهم وهي كل ما عندهم في هذه الحياة، وقد يموت الكثير منهم من العطش والجوع. ولهذا عمد الناس في جزيرة العرب، كما عمد غيرهم إلى استرضاء آلهتهم بالتقرب إليها بتقديم الهدايا والقرابين، وبالتوسل إليها لإنزال المطر، وبالصلاة لها صلاة خاصة يقال لها صلاة الاستسقاء، هي صلاة أقرتها الأديان السماوية أيضًا،
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 163