responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 396
على صاحبه بالصمم، قال: اللهم اصنجه كصنج النعامة. والصنج أشد الصمم[1].
وضرب المثل بحمق "هبنقة"، واسمه "يزيد بن ثروان" أحد بني قيس بن ثعلبة، الملقب بـ "ذي الودعات". لقب به لأنه جعل من عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف مع طول لحيته. فسئل عن ذلك، فقال: لئلا أضل، أعرف بها نفسي، فسرقها أخوه في ليلة وتقلدها، فأصبح هبنقة ورآها في عنقه، فقال: أخي أنت أنا، فمن أنا؟ فضرب بحمقه المثل. فقيل أحمق من هبنقة[2].
وضربوا المثل بحمق دغة. وهي بنت منعج، زوجت وهي صغيرة في بني العنبر، فحملت، فلما ضربها المخاض ظنت أنها تحتاج إلى الخلاء، فبرزت إلى بعض الغيطان ووضعت ذا بطنها، فاستهل الوليد، فجاءت منصرفة وهي لا تظن إلا إنها أحدثت، فقالت لأمها: يا أماه، هل يفتح الجعر فاه؟ قالت: نعم ويدعو أباه، فسب بها بنو العنبر، فسموا بني الجعراء[3].
وقيل هي امرأة من بني عجل بن لجيم. وقيل هي: دغة بنت معيج بن إياد بن نزار. ولدت لعمرو بن جندب بن العنبر[4]. وذكر أن اسمها: مارية بنت ربيعة، من عجل، وكانت عند "جندب بن العنبر" فولدت له "عدي بن جندب"، وكانت حمقاء حسناء[5].
وضربوا المثل بـ "جوف حمار". وقالوا: هو أكفر من حمار، وأخلى من جوف حمار. وهو رجل من عاد، يقال له حمار بن مويلع، وجوفه واد له طويل عريض. لم يكن ببللاد العرب أخصب منه، وفيه من كل الثمرات، فخرج بنوه يتصيدون: فأصابتهم صاعقة فهلكوا، فكفر. وقال: لا أعبد من فعل هذا ببني، ودعا قومه إلى الكفر فمن عصاه قتله، فأهلكه الله تعالى وأخرب واديه، فضرب العرب به المثل في الخراب والخلاء. قال الأفوه الأودي:
وبشؤم البغي والغشم قديما ... قد خلا جوف ولم يبق حمار6

[1] الثعالبي، ثمار "445".
[2] قال الفرذدق:
فلو كان ذا الودع بن ثروان لالتوت ... به كفه أعني يزيد الهبقا
تاج العروس "5/ 534"، "ودع".
[3] الثعالبي، ثمار "309".
[4] تاج العروس "10/ 128"، "الدغية".
[5] الدينوري، المعارف 620".
6 الثعالبي، ثمار "84"، الميداني "1/ 257".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست