responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 390
وما ذنبه إن عافت الماء باقر ... وما أن تعاف الماء إلا لتضربا1
ويقولون إن الجن تصد البقر عن الماء، وأن الشيطان يركب قرني الثور[2].
ويظهر أن هذا الاعتقاد من الاعتقادات التي كانت شائعة بين الجاهليين، بدليل وروده في أشعار عدد من الشعراء. وكانوا يزعمون أن الجن هي التي تصد الثيران عن الماء حتى تمسك البقر عن الماء حتى تهلك[3].
ومن عاداتهم أيضًا أنهم كانوا إذا وقع العر في إبلهم، اعترضوا بعيرا صحيحا لم يقع ذلك فيه، فكووا مشفره وعضده وفخذه. يرون أنهم إذا فعلوا ذلك ذهب العرب عن إبلهم[4].
وذكر أن العر قروح مثل القوباء، تخرج بالإبل متفرقة في مشافرها وقوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر، فتكوى الصحاح لئلا تعديها المراض. تقول منه: عرت الإبل، فهي معرورة. قال النابغة الذبياني:
فحملتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكون غيره وهو راتع5
وفي المعنى المذكور قول الشاعر:
فألزمتني ذنبا وغيري جره ... حنانيك لا تك الصحيح بأجربا
وقول آخر:
كمن يكوي الصحيح يروم برءا ... به من كل جرباء الإهاب6
وذكر أن الفصيل كان إذا أصابه العر، عمدوا إلى أمه فكووها، فيبرأ فصيلها[7].

1 كتاب المعاني الكبير "2/ 928 وما بعدها".
[2] بلوغ الأرب "2/ 303".
[3] وفي ذلك قال أنس بن مدركة في قتله سليك بن سلكه:
إني وقتلي سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت البقر
الدميري، حياة الحيوان "1/ 182"، الحيوان "1/ 18 وما بعدها"، "هارون".
[4] كتاب المعاني الكبير "2/ 928"، اللسان "6/ 230 وما بعدها"، صبح الأعشى "1/ 398 وما بعدها"، بلوغ الأرب "2/ 305 وما بعدها"، الحيوان "1/ 17"، "هارون".
5 تاج العروس "3/ 390"، "العر"، اللسان "4/ 555"، "عرر".
وكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوي غيره وهو راقع
بلوغ الأرب "2/ 305".
6 بلوغ الأرب "2/ 305 وما بعدها".
[7] بلوغ الأرب "2/ 306".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست