نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 12 صفحه : 283
ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، الكلاب من الحن، وهي ضعفة الجن، فإن كان عندكم طعام فألقوا لهن، فإن لهن أنفسا، أي تصيب بأعينها"[1]. وذكر أن "الحن" خلق بين الجن والإنس[2].
وذكر "الجاحظ" أيضًا أن بعض الناس يقسم الجن على قسمين، فيقول: هم جن و"حن" ويجعل "الجن" أضعفها[3]. وقد ذهب بعض أهل الأخبار إلى أن "الحن"، هم كلاب الجن وسفلتهم، وشر أنواع الجن[4]. ويجعلون الجن فوق الجن[5].
ويقال للجن الجان، و"الجِنة" كذلك. و"الجان" اسم جمع للجن على رأي بعض علماء اللغة[6]. وقد ورد في مقابل "الإنس" في القرآن الكريم، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [7]. وصيره اسم أبي الجن بعض العلماء، أي في مقابل آدم أبي البشر[8]. وقد ذهب بعض المستشرقين إلى أن كلمة "الجن" من الكلمات المعربة، وذهب بعض آخر إلى إنها عربية[9]. وأرى إنها من الكلمات السامية القديمة، لأن الإيمان بالجن من العقائد القديمة المعروفة عند قدماء الساميين وعند غير الساميين كذلك. والجن قوم مستترون، وكلمة "جنون" من هذا الأصل، ومن معاني أصل الكلمة الاستتار.
ولم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى رأي ثابت في أصل كلمة "الجن". فمنهم من رأى اسم صنم من أصنام العرب القديمة، ومنهم من رأى أنها من أصل [1] تاج العروس "9/ 185"، "حنن". [2] المصدر نفسه. [3] الحيوان "7/ 177"، "هارون" "6/ 193". [4] بلوغ الأرب "2/ 351". [5] قال الأعشى سليم:
فما أنا من جن إذا كنت خائفا ... ولست من النسناس في عنصر البشر
وقال آخر:
أبيت أهوى في شياطين ترن ... مختلف نجواهم حن وجن
الحيوان "6/ 193". [6] تاج العروس "9/ 165"، "جن"، روح المعاني "14/ 34 وما بعدها". [7] الرحمن، الآية 74. [8] تاج العروس "9/ 165"، "جن"، "والجان: أبو الجن.. كما أن آدم أبو البشر"، اللسان "13/ 95 وما بعدها"، "جنن" Reste S 148 [9] Ency., I, P. 1045, Smith, P. 121, Lane, Laxicon, P. 492
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 12 صفحه : 283