نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 12 صفحه : 236
رقاق النعال طيب حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب1
و"السعانين" و"الشعانين" من أصل عبراني "هو شعنا". وقد وردت هذه الكلمة في صحيفة صلح "عمر" مع نصارى الشام، وردت معها لفظة أخرى من الألفاظ النصرانية كذلك هي "الباعوث"[2]، وهي رتبة تقام في اليوم الثاني من عيد الفصح[3]، وصلاة لثاني عيد الفصح في بعض الطوائف[4]. وقد ذكرها علماء اللغة في جملة الألفاظ المعربة، والإرمية الأصل، وجعلها بعضهم "الباغوث". وذكروا إنها "استسقاء النصارى"، وأن "عمر" لما صالح نصارى الشام، كتبوا له أن لا نحدث كنيسة ولا قلية ولا نخرج سعانين ولا باعوثا[5].
و"خميس الفصح" من أعياد النصارى كذلك. وهو بعد السعانين بثلاثة أيام، وكانوا يتقربون فيه بالذهاب إلى الكنائس والبيع[6].
وقد أشير إلى عيد "الفصح" في بيت للأعشى يمدح فيه "هوذة بن علي" لتوسطه لدى الفرس بالإفراج عن مئة أسير من أسرى بني تميم همم الفرس بقتلهم، وذلك لمناسبة يوم الفصح. وقد كان نصارى الجاهلية يحتفلون به، فيوقدون المشاعل، ويعمرون القناديل، ويضيئون الكنائس بالمسارج ويقصدونها للاحتفال بها، حتى قيل للقنديل الذي يعمر لهذا اليوم "قنديل الفصح"[7].
1 "والسباسب أيام السعانين. في الحديث أن الله تعالى أبدلكم بيوم السباسب يوم العيد. يوم السباسب عيد النصارى، ويسمونه يوم السعانين"، تاج العروس "1/ 293"، النصرانية "215"، غرائب اللغة "212"، عن "أحد الشعانين" راجع المشرق: السنة الثامنة، الجزء8، السنة 1905م، "ص337 وما بعدها".
2 "أن لا يحدثوا كنيسة ولا قلية، ولا يخرجوا سعانين ولا باعوثا"،"ويوم السعانين عيد للنصارى. وفي حديث: شرط النصارى ولا يخرجوا سعانين. قال ابن الأثير: هو عيد لهم معروف. قبل عيدهم الكبير بأسبوع. وهو سرياني معرب. وقيل: هو جمع واحده سعنون"، اللسان "17/ 71". "سعن" "13/ 209"، "صادر". [3] النصرانية "217". [4] غرائب اللغة "173". [5] اللسان "13/ 209"، تاج العروس "1/ 903"، "بعث"، اللسان" "2/ 118"، "بعث". [6] الأغاني "3/ 32"، النصرانية "216". [7] قال عدي بن زيد العبادي:
بكروا علي بسحرة فصحبتهم ... باناة ذي كرم كعقب الحالب
بزجاجة ملء اليدين كأنها ... قنديل فصح في كنيسة راهب
الأغاني "9/ 53"، اللسان "3/ 378"، النصرانية "216". وورد في شعر لأوس بن حجر:
عليه كمصباح العزيز يشبه ... لفصح ويحشوه الذبال المفتلا
شعراء النصرانية "494"، النصرانية "216".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 12 صفحه : 236