نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 59
الوقاد الذي يتبع الجوزاء، ويقال له المرزم[1]. وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم[2].
وذكر بعض العلماء أن "الشعرى" كوكب نير يقال له المرزم، وطلوعه في شدة الحر. وتقول العرب إذا طلعت الشعرى، جعل صاحب النحل يرى. وهما: "الشعريان": العبور، والشعرى الغميصاء. تزعم العرب أنهما أختا سهيل وعبدت طائفة من العرب الشعرى العبور. ويقال: إنها عبرت السماء عرضًا، ولم يعبرها عرضًا غيرها. وسميت الأخرى الغميصاء؛ لأن العرب قالت في حديثها: إنها بكت على أثر العبور حتى غمضت[3].
والعرب تقول في خرافاتها: إن سهيلًا والشعرى كانا زوجين، فانحدر سهيل فصار يمانيًّا، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناه، فسميت غمصاء لأنها أخفى من الأخرى[4]. ويذكرون أن بعض طيء عبدوا "الثريا"، وبعض قبائل ربيعة عبدوا "المرزم"، وأن "كنانة" عبدت القمر[5] ويتبين من بعض الأعلام المركبة، مثل: عبد الثريا، وعبد نجم، أن الثريا ونجمًا، كانا صنمين معبودين في الجاهلية[6]. وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن "النجم" المذكور في سورة "النجم": {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} : الثريا8 "والعرب تسمى الثريا نجمًا"[9]. وقال بعض آخر: "إن النجم ههنا الزهرة؛ لأن قومًا من العرب كانوا يعبدونها"[10]. [1] تفسير الطبري "27/ 45 وما بعدها" تاج العروس "4/ 341"، "جوز"، القرطبي، الجامع "17/ 119 وما بعدها". [2] تفسير القرطبي "17/ 119". [3] تاج العروس "3/ 305"، "شعر". [4] تفسير القرطبي "17/ 119 وما بعدها". [5] بلوغ الأرب "2/ 240"، تاج العروس "8/ 311"، "رزم". [6] Ency. Religi, I, P, 66.
7 سورة النجم، الآية 1.
8 تفسير الطبري "27/ 24". [9] تفسير القرطبي "17/ 82 وما بعدها". [10] المصدر نفسه.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 59