responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 418
الكعبة، وقد حجت إليه، وكانت تنحر عنده، ويتقربون إلى العزى بالذبائح[1]. وقد ذكر الأخباريون أنه كان بعكاظ صخور يطوف الجاهليون بها ويحجون إليها[2]. وإذا تذكرنا "دومة الجندل" ومعبدها الكبير، فلا يستبعد أن تكون الأسواق الأخرى مواضع مقدسة قديمة كانت محجة للناس عامرة تفد إليها القبائل في مواسم الحج، ثم فقدت خطورتها قبيل الإسلام، ولم يبق عليها إلا طابع الأسواق التجارية.
وتكون في المعابد مواضع يلقي فيها العباد وأصحاب النذور هداياهم ونذورهم التي يتقربون بها إلى آلهة المعبد. وقد أشار أهل الأخبار إلى وجودها في الكعبة وفي المعابد الجاهلية الأخرى. ويظهر من وصفهم لها أنها كانت على شكل حفر تلقى فيها تلك الهدايا والنذور. فذكر الأخباريون أنه كان على يمين الداخل إلى البيت "جب"، اتخذ خزانة للبيت يلقى فيه ما يُهدى إلى الكعبة، وهو الجب الذي نصب عليه عمرو بن لحي "هبل" وهو صنم كانت قريش تعبده. وقد عرف علماء اللغة الجب بأنه البئر[3]، ووصفها "الأزرقي"، فقال: إنها كانت في جوف الكعبة على يمين من يدخلها، وكان عمقها ثلاث أذرع، وأن اسمها "الأخسف"، وكانت العرب تسميها "الأخشف"[4].

[1] الأصنام "ص16، 18 وما بعدها".
[2] البلدان "6/ 203"، المشرق، السنة 37، نيسان – حزيران، 1939م "ص220".
[3] اللسان "[1]/ 250" "صادر".
[4] أخبار مكة "[1]/ 27، 68"، البلدان "7/ 258"، وما بعدها".
السقاية:
وفي المعابد سقايا، يُستقى منها الماء للشرب وللتطهر، كأن تغسل الأوجه والأيدي والأرجل بالماء ليسمح للزائر بدخول المعبد، أو لتحل له إقامة الشعائر الدينية. ويعد الماء ماءً مقدسًا؛ لأنه من أرض مقدسة، ولذلك يتبرك به أيضًا ويُستشفى بالشرب منه. وقد عثر المنقبون على آثار آبار وأحواض مطمورة في حرم المعابد، كان المتعبدون يستفيدون من مياهها عند زيارتهم بيوت أربابهم، وعند أدائهم الشعائر الدينية. وبئر زمزم، هي البئر الوحيدة الباقية من آبار بيوت الله التي كانت في الجاهلية.
وقد كانت سقاية الحاج من المآثر الكبيرة عند أهل مكة، وهي تسقية الحجاج من الزبيب المنبوذ بالماء. وكان يليها في أيام الرسول العباس بن عبد المطلب[1]. وكان بعضهم يسقى الحاج اللبن بالعسل.

[1] اللسان "14/ 392". "سقى"، الإصابة "2/ 263"، "رقم 4507".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست