responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 405
وأما "أبو قبيس"، فيظهر من غربلة أخبار الأخباريين أنه كان من المواضع المقدسة الداخلة في شعائر الحج، يرتقي الحجاج ظهره؛ ليتموا بذلك مناسك حجهم، وليدعوا آلهتهم بما يطلبون ويرغبون. وكان مقصودًا عند نزول الشدة والبلاء. فالمظلوم يجد محله فوق هذا الجبل للدعاء عند انحباس المطر، لنزول الغيث[1].
وقد زعم بعض أهل الأخبار، أنه سمي "أبا قبيس" برجل من مذحج حداد؛ لأنه أول من بنى فيه، أو بقبيس بن شالخ، رجل من جرهم، كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه "مية"، فنذرت أن لا تكلمه، وكان شديد الكلف بها فحلف ليقتلن قبيسًا، فهرب منه في الجبل المعروف به وانقطع خبره. فإما مات وإما تردى منه، فسمي الجبل أبا قبيس. "وله خبر طويل ذكره ابن هشام في غير هذا الكتاب، وكان أبو قبيس الجبل هذا يسمى الأمين؛ لأن الركن، أي الحجر الأسود، كان مستودعًا فيه"[2]. "وكان الله عز وجل استودع للركن أبا قبيس حين غرق الله الأرض زمن نوح"، فلما أقام "إبراهيم" قواعد البيت، "جاءه جبريل بالحجر الأسود"[3]. والظاهر أن بيتًا للعبادة كان عليه، وأنه كانت له صلة بالبيت، فتجسمت هذه الصلة في الذي ذكروه عن الحجر الأسود ووجوده فيه.
وأما "ثبير"، فقد كانوا يفيضون منه في الحج على نحو يذكر في شعائر الحج.
ويلاحظ أن أهل العربية الجنوبية وأهل السراة قدسوا قمم الجبل، فجعلوا فيها معابد لعبادة الآلهة، مثل معبد "أوم" "أوام" في "ألو". وقد أزيلت معالم تلك المعابد في الإسلام، ولكن بعضها أخذ طابعًا إسلاميًّا فصير مثلًا قبًرا من قبور الأنبياء مثل: "حضور نبي شعيب"، الذي يقع على قمة جبل تعد من أعلا قمم جبال العربية الجنوبية، و"نبي أيوب" و"مقلى" على محر "مبلقة"[4].

[1] المشرق: السنة التاسعة والثلاثون، تموز- أيلول 1941، "ص252 وما بعدها".
[2] تاج العروس "4/ 212"، "قبس".
[3] الأزرقي "1/ 27"، "ما ذكر من بناء إبراهيم عليه السلام الكعبة".
[4] تاج العروس "3/ 148"، "حضر"، Beitrage, S. 85, Ency, II, p. 222
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست