نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 353
أهل مكة من الجاهليين إلى مكة أو إلى بيوت أخرى فسأتكلم عنه حينئذ.
ويظهر من غربلة ما جاء في روايات أهل الأخبار عن "حج البيت"، أن مناسك الحج لم تكن واحدة بالنسبة للحجاج، بل كانت تختلف باختلاف القبائل. فقد انفردت "قريش" بأمور من أمور الحج، واعتبرتها من مناسك حجها، وانفردت قبائل أخرى بمناسك لم تعتبرها "قريش" موجبة لها، ولم تعمل بها ووقفت قريش في مواقف، اعتبرتها مواقف خاصة بها. وأوجبت على من يفد إلى مكة للحج، مناسك معينة سنتحدث عنها. فلما ظهر الإسلام وجد مناسك الحج وثبتها وأوجب على كل مسلم اتباعها.
ويبدأ الحج الحج في الإسلام بلبس "الإحرام" حين بلوغه "الميقات" المخصص للجهة التي جاء منها. و"ميقات" الحج موضع إحرامهم[1]. وقد عين الرسول أكثر "المواقيت" وثبتها، فجعل "ذا الحليفة" ميقاتًا لأهل "يثرب"، و"الجحفة" ميقاتًا لأهل الشأم، و"يلملم" ميقاتًا لأهل اليمن، و"قرن المنازل" لأهل نجد ومن يأتي من الشرق نحو الحجاز. وأما "ذات عرق"، فميقات أهل العراق، قيل إن الرسول ثبته، وقيل إنه ثبت بعد فتح العراق، أما أهل مكة، فكانوا يحرمون من بيوتهم[2]. ويجوز أن تكون هذه المواقيت من مواقيت أهل الجاهلية كذلك، وقد ثبتها الإسلام.
ويستعد الجاهليون للحج عند حضورهم موسم "سوق عكاظ" فإذا انتهت أيام السوق، وأراد منهم من أراد الحج، ذهب إلى "مجنة"، فأقام بها إلى هلال ذي الحجة، ثم ارتحل عنها إلى "ذي المجاز"، ومنه إلى "عرفة"، فإن كان يوم التروية، تزودوا بالماء وارتفعوا إلى عرفة. هذا بالنسبة إلى التجار، الذين كانوا يأتون هذه المواضع للتجارة، أما بالنسبة إلى غيرهم، فقد كانوا يقصدون الحج في أي وقت شاءوا، ثم يذهبون إلى "عرفة" للوقوف موقف عرفة، يقصدها "الحلة"، أما الحمس" فيقفون بـ"نمرة"، ثم يلتقون جميعًا بمزدلفة للإفاضة[3]. [1] تاج العروس "1/ 594"، "وقت". [2] شرح النووي على صحيح مسلم "5/ 190 وما بعدها"، حاشية على إرشاد الساري"، إرشاد الساري "3/ 97 وما بعدها". [3] الأزرقي، أخبار مكة "1/ 121 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 353