نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 35
موحدون بطبعهم، وأن ديانتهم هي من ديانات التوحيد. وهو رأي يخالفه فيه نفر من المستشرقين[1].
وقد أقام "رينان" نظريته هذه في ظهور عقيدة التوحيد عند الساميين من دراسته للآلهة التي تعبد لها الساميون، ومن وجود أصل كلمة "أل" "إيل" في لهجاتهم، فادعى أن الشعوب السامية كانت تتعبد لإله واحد هو "أل" "إيل" الذي تحرف اسمه بين هذه اللهجات، فدعي بأسماء أبعدته عن الأصل، غير أن أصلها كلها هو إله واحد، هو الإله "أل" "إيل"[2].
و"التوحيد" الإيمان بإله واحد أحد لا شريك له، منفرد بذاته في عدم المثل والنظير. لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام[3]. ويقال للديانة التي تدين بالتوحيد: Monotheism في اللغات الأوروبية، من أصل يوناني هو Monos بمعنى "واحد"، و Theos بمعنى "إله"، لأنها تقول بوجود إله واحد[4]. ويتمثل القول في التوحيد في اليهودية وفي الإسلام.
والشرك في تفسير العلماء الإسلاميين، أن يجعل لله شريكًا في ربوبيته، غير الله مع عبادته، والإيمان بالله وبغيره، فصاروا بذلك مشركين[5]. ومن الشرك أن تعدل بالله غيره، فتجعله شريكًا له. ومن عدل به شيئًا من خلقه فهو مشرك؛ لأن الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا نديد[6]. ويقال له Polytheismus = Polytheism في اللغات الأوروبية. من أصل يوناني هو Polys، ومعناها كثرة وتعداد، و Theos بمعنى "إله" فيكون المعنى: القول بتعدد الآلهة، أي الشرك نقيض القول بالتوحيد Monotheismus. فالشرك هو الدين المعاكس لدين التوحيد. ويختلف عن عقيدة الـ POIYDOEMONISM القائلة بوجود الأرواح والجن من حيث الطبيعة Nature، وبوجود أثر لها في حياة الإنسان، كما يختلف. [1] Ency. Religi, vol. II, p. 383. [2] E. Renan, Histoire Generale et Systeme Compare des Langues Semitiques, Paris, 1855, vol. I, Chapt. I, P. 1. ff. [3] تاج العروس "2/ 526"، "وحد". [4] Ency. Religi. 10, p. 112. [5] تاج العروس "7/ 148"، "شرك". [6] اللسان "10/ 449" وما بعدها"، "شرك".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 35