نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 342
بنسخ ذلك عنهم في آية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [1]. فلا صلة لقصتيهما بموضوع الصوم.
ويظهر أنه خبر صيام قريش يوم "عاشوراء"، هو خبر متأخر، ولا يوجد له سند يؤيده. ولا يعقل صيام قريش فيه، وهم قوم مشركون. وصوم "عاشوراء"، هو من صيام يهود. وهو صيام كفارة واستغفار عندهم، فلمَ يستغفر قريش ويصومون هذا اليوم؟ وماذا فعلوا من ذنب، ليطلبوا من آلهتهم العفو والغفران؟ وإذا كان هناك صوم عند الجاهليين، فقد كان بالأحرى أن يصومه الأحناف، ولم يرد في أخبار أهل الأخبار ما يفيد صيامهم في "عاشوراء" ولا في غير عاشوراء. ثم إن علماء التفسير والحديث والأخبار، يذكرون أن الرسول صام "عاشوراء" مقدمه المدينة على نحو ما ذكرت قبل قليل. وأنه بقي عليه حتى نزل الأمر بفرض رمضان. ويظهر أن الرواة أقحموا اسم قريش في صيام "عاشوراء"؛ لإثبات أنه كان من السنن العربية القديمة، التي ترجع إلى ما قبل الإسلام وأن قريشًا، كانت تصوم قبل الإسلام[2].
ويظهر من روايات أهل الأخبار، أن صوم أهل الجاهلية: صوم امتناع عن الأكل والشرب وإتيان النساء. وهو صوم الإسلام، وصوم امتناع عن الكلام وحبس اللسان، إما لأمد معين قصير، مثل يوم أو أسبوع، وإما لأمد طويل. وقد أشير في القرآن الكريم أن هذا الصوم في قوله تعالى: {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} [3]. وروي أن رجالًا من زهاد أهل الجاهلية كانوا يصومون هذا الصوم.
وقد اتخذ الصوم نذرًا، روي أن "أبا بكر" دخل على امرأة من "أحمس" يقال لها "زينب" فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تكلم؟ قالوا: حجت مصمتة، قال لها: تكلمي. فإن هذا لا يحل. هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت. [1] البقرة، الآية 187 تفسير الطبري "2/ 94 وما بعدها". [2] Sprenger, Leben, III, S. 54. [3] سورة مريم، الرقم 19، الآية 26، تفسير الطبري "16/ 56"، روح المعاني "16/ 79".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 342