responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 337
أيضًا، فلا تتجاوز ما ذكرته من تقرب إلى صنم أو توسل إليه وطواف به، لنيل شيء منه يتمناه ويرجوه في هذه الحياة الدنيا.
أما الصلاة إلى الآلهة على نحو ما يفهم من الصلاة في الإسلام فلا نجد لها ذكرًا في النصوص الجاهلية، ولا نكاد نجد لها صورة واضحة صحيحة في روايات أهل الأخبار، اللهم إلا فيما يخص صلوات اليهود والنصارى والعرب فقد كان هؤلاء يصلون في كنائسهم في أوقات معينة، وقف بعض أهل الجاهلية عليها، فأشاروا إليها في أشعارهم وفي حديثهم عن أهل الكتاب.
وقد ذُكر أن عبدة "الشمش" كانوا قد "اتخذوا لها صنمًا بيده جوهر على لون النار، وله بيت خاص قد بنوه باسمه وجعلوا له الوقوف الكثيرة من القرى والضياع وله سدنة وقوام وحجبة يأتون البيت ويصلون فيه لها ثلاث مرات في اليوم، ويأتيه أصحاب العاهات فيصومون لذلك الصنم ويصلون ويدعونه ويستشفعون به. وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم لها، وإذا غربت وإذا توسطت الفلك. ولهذا يقارنها الشيطان في هذه الأوقات الثلاثة؛ لتقع عبادتهم وسجودهم له. ولهذا نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن تحري الصلاة في هذه الأوقات قطعًا لمشابهة الكفار ظاهرًا، وسدًّا لذريعة الشرك وعبادة الأصنام"[1]. وذكر "اليعقوبي" أن العرب كانت "إذا أرادت حج البيت الحرام، وقفت كل قبيلة عند صنمها وصلوا عنده ثم تلبوا"[2]. وفي هذين الخبرين دلالة على وجود الصلاة عند الجاهليين، ولا سيما في خبر عبدة الشمس، حيث كانوا يصلون ثلاث كرات لها في اليوم.
وذكر أن التسبيح" بمعنى الصلاة والذكر، روي أن "عمر" جلد رجلين سبحا بعد العصر، أي صليا. وأن قول الأعشى:
وسبح على حين العشيات والضحى ... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
يعني الصلاة بالصباح والمساء. وعليه فسر قوله: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، يأمرهم بالصلاة في هذين الوقتين[3].

[1] بلوغ الأرب "2/ 215 وما بعدها".
[2] اليعقوبي "1/ 225".
[3] اللسان "2/ 473"، "سبح".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست