responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 230
بيتًا. وجعلت لها سدنة، وعظمته، وطافت به". وقيل: "كانت صخرة مربعة. وكان يهودي يلت عندها السويق"[1].
وذكر المفسر "أبو السعود" أن هناك رواية تزعم أن حجر اللات كان على صورة ذلك الرجل الذي قبر تحته، وهو الذي كان يلت السويق، فلما مات، عكفوا على قبره فعبدوه[2]. وقيل إن اللات: الذي كان يقوم على آلهتهم، ويلت لهم السويق[3].
فنحن أمام راي يزعم أن "اللات" إنسان في الأصل مات، وكان يخدم الأصنام، فيتقدم إليها يلت السويق ويعطيه للناس، فلما توفي، دفن في موضعه الذي كان يلت السويق عنده ثم اتخذ قبره مزارًا، كما اتخذت قبور أخرى مزارات ينحر عندها ويتبرك بها الناس، ولهذا نهى الإسلام عن اتخاذ القبور مزارات، حتى لا تعظم من دون الله، كالذي حدث عند الجاهليين[4].
وذكر بعض أهل الأخبار أن صنم اللات إنما سمي لاتًا، من "لوى؛ لأنهم كانوا يلون عليها، أي يطوفون"[5]، ويعتكفون للعبادة عنده[6]. معنى هذا أن عباد هذا الصنم لم يكونوا يكتفون بالذبح عنده، بل كانوا يطوفون حوله طوافهم حول أصنام أخرى. وذكر أنه سمي لاتًا، ومن اللتات، وكل شيء يلت به سويق أو غيره نحو السمن[7].
ولدينا رأي آخر في سبب تسمية اللات لاتًا، خلاصته: "أن الناس اشتقوا اللات من اسم "الله" فقالوا "اللات"، يعنون مؤنثه منه"[8]. وذكر

[1] الأصنام "16 وما بعدها" البلدان "7/ 310" "اللات"، النقائص "141"، تاج العروس "1/ 580 وما بعدها"، اللسان "2/ 388"، روح المعاني "27/ 47 وما بعدها" الأزرقي، أخبار مكة "79 وما بعدها" "طبعة لا يبزك"، تفسير الخازن "4/ 194 وما بعدها".
[2] تفسير أبي السعود "5/ 112".
[3] تفسير الطبري "27/ 35".
[4] كان النهي عن ذلك في أول ظهور الإسلام، ثم أذن به، بدلالة الحديث: "كنت نهيتكم عن زياة القبور. ألا فزوروها؛ فإنها تذكركم بالآخرة".
[5] تفسير البيضاوي "1/ 199" "سورة النجم".
[6] روح المعاني "27/ 37وما بعدها".
[7] اللسان "2/ 83" "بيروت 1955".
[8] تفسير ابن كثير "4/ 253 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست