نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 183
بها الله. ونجد هذا الحب الإلهي والهروب إلى الله في نص ثمودي آخر، هذا نصه "بم مرر. ب ل هـ ي جرت. ب ل هـ ي أم ت لبب ذ هـ غ ث ت "[1].
أي "من مر. بإلهي استجرت. بإلهي أموت. أعطني لبك. يا مغيث"، وبعبارة أوضح: "من مر" و"مر" اسم صاحب النص، فهو يوجه نداءه إلى ربه "استجرت بإلهي. وبإلهي أموت. اسمع ندائي يا من يغيث"، أو "يا مغيث" ففي هذه التوسلات وأمثالها رقة الشعور الديني، والحس المرهف الذي يكون عند كبار المتصوفة في مناجاتهم الله. [1] Hu 518/27, Grimme, s. 67.
التطاول على الأرباب:
وفي روع أهل الجاهلية أن من سب الأرباب أو تطاول في كلامه عليها نزلت به قارعة، فلما أسلم "ضمام بن ثعلبة" السعدي أو التميمي، وقدم على قومه، "فكان أول ما تكلم به، أن قال: بئست اللات والعزى. قالوا: مه يا ضمام اتق البرص، اتق الجذام، اتق الجنون، قال: إنهما والله ما يضران ولا ينفعنان"[1]. ولما تحرش الرسول بالأصنام خوفه المشركون من أن يصاب بسوء، وإلى تخويفهم هذا أشير في القرآن الكريم: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [2] يعني: "ويخوفونك "هؤلاء المشركون" يا محمد بالذين من دون الله من الأوثان والآلهة أن تصيبك بسوء، ببراءتك منها وعيبك لها، والله كافيك ذلك"[3]. و"كانت زنبرة رومية، فأسلمت فذهب بصرها، فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى"، "وقالت قريش ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى"[4]. [1] الاستيعاب "2/ 208" "حاشية على الإصابة". [2] الزمر 29، الآية 36. [3] تفسير الطبري "24/ 5"، تفسير القرطبي "15/ 258". [4] الإصابة "4/ 305"، "رقم 465".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 183