responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 151
لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين من حجج ومن دهر
لعب الزمان بها وغيرها ... بعدي سوافي المور والقطر1
وتجد اللفظة في أشعار غيره من الشعراء الجاهليين والإسلاميين تعبر عن "غدر الزمان" وعن "كذبه"2 وتلونه وتلاعبه بمقدرات الإنسان3. وفي كل هذه المواضع التي استعملت فيها تعبير عن تلك العقيدة التي لا تزال راسخة في نفوس كثير من الناس، وهي أن الحياة قسمة ونصيب وحظ وبخت، وأنه ليس لمخلوق على ما يقدره له القدر من سلطان. وأن الزمان يلعب بالإنسان وبالكون كيف يشاء، مع أن الإنسان لو فكر في نفسه وتأمل في عقله، لوجد أنه هو الذي خلق الزمان أي الدهر فأوجده على صورته هذه، بأن حدده وعينه بسنين وبقرون، وليس الزمان إلا دوام وبقاء لهذا الكون، وليس له أي فعل حقيقي في هذا الكون، والإنسان هو الذي أوجد السنين ليقيس بها طول الزمان، لحاجته إلى معرفته، وأن حسابه بالسنين مهما سيطول، فإنه لن يبلغ ولن يكون في مقدوره بلوغ نهاية الكون.
والمعنى الذي نفهمه من "الدهر" في الشعر الجاهلي، هو الأبدية مع التاثير في حياة الإنسان وفي العالم. ولهذا أضافوا إليه بعض الألفاظ التي تشير إلى وجود هذا التأثير في الحياة، فقالوا: يد الدهر، وريب الدهر، وعدواء الدهر، وأمثال ذلك من تعابير. فنسبوا إليه الفعل في الكون وفي كل ما هو فيه[4].

1 وفي بعض الروايات "لعب الرياح" شرح ديوان زهير "ص87"، Caskel, S. 44.
2
أفرحت أن غدر الزمان بفارس ... قلح الكلاب وكنت غير مغلب
يا مر كذب الزمان عليكم ... ونكأت قرحتكم ولما أنكب
Caskel, S. 51..
3
ولو سألت سراة الحي عني ... على أني تلون بي زماني
.Caskel, S. 52.
4 "والدهر لا يبقى على حدثانه"، "والدهر يحصد ريبه ما يزرع".
ألم أخبرك أن الدهر غول ... ختور العهد يلتهم الرجالا
ألا إنما الدهر ليال وأعصر ... وليس على شيء قويم بمستمر
Caskel, Die Schiksal in der altarabischen Poesie, Leipzig. 1926, s. 48, w. L. Schramaier, uber den Fatalismus der Barislamischen Araber, S. 12, Bnn. 1881.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست